قال لي سـاردًا حِكَـايَتـَهْ
مَضَى اللَّهْوُ و الجِدُّ تَهَلَّلَ
فَعَيْنِي لمُحِبِّي الجِدِّ تقّرُّبـًا
و جُنونُ الهوى له مُخَلْخِلاَ
أَلِفْتُ الضَّنَى أُلْفَةَ السُّـهَادِ
فَأهَوْالُ الهوى عندي مُكَبّلَه
رجوتُ عِشقا جميلا فَعِشْتُهُ
فَمَا نِلتُ به ولا كُنتُ مُؤهَّلاَ
صدقتُ وكنتُ الصادق الوفي
لفاتنتي و أنا لها خادمٌ مُدَلِلاَ
عشقتُ خصالها و شكلـها
وكنتُ لها بالوصل مُقْبـِلاَ
و ترنّحتُ بين ثنايا الجمال
جمال العشق والحياة مُجْمَلاَ
و إذا بي ابتليتُ بأحقر غدر
حُبُّ المال حاد الوِدَّ المُرَتَّلَ
كنتُ الواثقُ الموثوقُ بخِلِّي
فَسَاءَ الخِلُّ و صرتُ مُثْقَـلاَ
طُفْتُ بقلبي أسبحُ في الخيال
و كانت أمنياتي بعطره مُبلّلَه
و لماّ عزمتُ على المُرادِ مُقْبِلاً
أنكرتْ فضلي فكم كُنتُ مُغفّلاَ
فراشتـي كسيحةٌ لا تطيـر
و أحلامي في قيدها مُكَبَّلَه
لا يثبتُ الجأشُ من فَقَدَ القِوَى
و للانتحار فيه نِيّـةٌ مُؤجَّلَه
قلتُ له و أنا متأملة حِكايتـَهْ
ما المرءُ إلاّ أن يعيش مُبَجَّلاَ
النصيبُ مُقسّمٌ دون تفاضلٍ
فلا كان ظُلمٌ و لا مهزلَه
إلاّ من رضي ذاك لنفسـِهِ
و صار بائسًا وأَمْرُهُ مُخْجِلاَ
مهـلا ، عليك أنتَ بالإبتسـامْ
فكم بكى المرءُ و بعدُ تَهَـلّلَ.