يساهم الباحث فؤاد زويريق في النقاش الثقافي الدائر بالمغرب من خلال مؤلفات و مقالات نقدية تهم السينما والقصة القصيرة، رغم إقامته في هولندا، إلا أن قلبه يعيش في المغرب، كان من السباقين للاهتمام بالشأن الثقافي في الإعلام الإلكتروني، حين أسس مجلة ثقافية تهتم بنشر الأخبار والدراسات الثقافية، لتتفرع عنها مجلات متخصصة أخرى، في هذا الحوار يحكي لأجدير بريس عن تجربته في الإعلام الإلكتروني الثقافي و التحديات التي يطرحها الاشتغال به:
س : متى تم تأسيس موقع الفوانيس السينمائية؟
ج: كانت المرحلة الأولى من التأسيس سنة 1999 بمعية صديق لي، فكانت النسخة الأولى عبارة عن مجلة ثقافية الكترونية جامعة أطلقنا عليها اسم (مراكش الثقافية)، لتصنف بذلك كأول مجلة ثقافية الكترونية أسست في المغرب، بعدها هاجر صديقي إلى الولايات المتحدة الامريكية، مباشرة بعده، هاجرت إلى هولندا. توقف المشروع مؤقتا لكنني أحييته من جديد سنة 2002 تحت اسم الفوانيس، فكانت مجلة ثقافية مغربية صادرة من هولندا، في سنة 2009، تم تحويلها الى شبكة متفرعة تضم مجلة ثقافية جامعة وأخرى متخصصة (سينمائية، مسرحية، قصصية)، فكانت الفوانيس بذلك من المجلات الالكترونية الأولى في العالم العربي التي تهتم بالثقافة العربية عموما والسينمائية والمسرحية خصوصا.
س : ماهي الأسباب التي دفعتكم لتأسيسه؟
ج : تأسيس الفوانيس لم ينبع من فراغ بل كان نتيجة حتمية لمجموعة من التغيرات والتحولات، أولها الاتجاه الذي سلكته في دراستي الاكاديمية إذ اتجهت الى دراسة علوم التكنولوجيا الحديثة، وقد كان لهذا الأثر المباشر على التأسيس، أما ثاني التحولات فهو يخص النشر الالكتروني العربي والذي كان يقتصر فقط على دول دون غيرها، وكان المغرب خارج هذه المعادلة نهائيا، ومن هذا المنطلق فكرت في تأسيس مجلة ثقافية الكترونية مغربية جامعة، وفي مرحلة لاحقة مجلات أخرى مختصة من بينها الفوانيس السينمائية، كما ذكرت سابقا، وذلك مساهمة مني في وضع هذه اللبنة، وإيمانا بالدور الذي ستلعبه هذه المجلات في انطلاق ركب النشر الالكتروني في المغرب.
س: ما طبيعة المواد التي كنتم تنشرونها ؟
ج : كانت تتنوع بين الإخبارية والنقدية، وفي مرحلة لاحقة وأمام ظهور مجالات أخرى سينمائية آثرنا إبعاد الإعلانات والأخبار، والاكتفاء بالمقالات والدراسات والبحوث.
س: هل كنتم تعتمدون على الفيديو ؟
ج: نعم، صحيح كنا نستخدم الفيديو في إغناء المواد المنشورة، بل كنا قد أسسنا قناة مستقلة تهتم بالمواد المصورة فقط، خصوصا تلك التي قامت بانتاجها الفوانيس نفسها، لكن أمام الإكراهات المادية وضيق الوقت تم إلغاء هذا المشروع، بعد عدة محاولات تجريبية، لنكتفي فقط بقسم ملحق في المجلة يهتم بالفيديو.
س : كم عدد القراء منذ التأسيس و إذا أمكن عدد الزيارات يوميا؟
ج : لا توجد لدي احصائيات محددة الآن، فالمجلة متوقفة منذ شهور عدة، لكن في بداياتها الأولى كان الزوار يُعدون بالمئات خصوصا في عطل نهايات الأسبوع، وقد ساعدنا في ذلك تجددها المستمر وتحيينها الآني، وكذا المناقشات التي كنا نفتحها من حين لآخر عبر حيزها التفاعلي.
س: ما هي وظيفة الموقع في توثيق الذاكرة السينمائية؟
ج : من بين الأهداف التي كان الموقع يهتم بها كثيرا توثيق الذاكرة السينمائية عبر الانترنيت، خصوصا الذاكرة السينمائية المغربية التي تفتقر لهذا النوع من التوثيق، فقد كنا نسعى في طلب البحوث والدراسات الأكاديمية الوازنة والمواد المصورة النادرة، كنا نلح في ذلك رغم عدم التجاوب واللامبالاة التي كنا نصطدم بهما، وقد نجحنا فعلا في تجاوز العديد من العقبات، لكن للأسف للانترنيت عوامل أخرى سلبية، تلك التي تحد من استمرار كل مشروع طموح، وتنسف كلّ ما خططت له سلفا من أهداف.
س: لماذا توقفت التجربة ؟
س: لا، ليس صحيحا التجربة لم تتوقف، توقف الموقع مؤقتا لأسباب تقنية لا يعني توقف التجربة، فالتجربة مازالت مستمرة ولا تنتظر سوى إحياء المجلة من جديد، وهذا ما نعكف عليه الآن فقريبا ستتنطلق من جديد وبروح أكثر شبابا وحيوية.
س : ما هو مستقبل الإعلام الالكتروني الخاص بالسينما في رأيكم ؟
ج : سيكون له شأن، لا شك في ذلك، خصوصا في ظل تراجع المقروئية التقليدية وضعف الإقبال على الكتابة الورقية، وفي نفس الوقت النجاح الذي تحققه الانترنيت وما تتضمنه من محتوى الكتروني أكثر غنى وقيمة خصوصا من الناحية البصرية التي يفتقر اليها الإعلام المكتوب، وكما يعلم الجميع فهذه الإضافة ساهمت بشكل كبير في انتشار الاعلام السينمائي الالكتروني خصوصا، ذاك الذي يستمد قيمته من طبيعته المبنية أساسا على المشاهدة، كما أن المستقبل سيعرف انطلاق منصات رقمية، وبرامج الكترونية، وإضافات جديدة أكثر تطورا وجاذبية، فهذا المجال يتقدم ولا يتأخر، لكن للأسف مازلنا بعيدين كل البعد عن هذا التصور المستقبلي، فالإعلامي المغربي مازال يشتغل وفق منظومة تقليدية كلاسيكية والدليل انعدام هذا النوع الاعلامي من الفضاء الالكتروني مقارنة مع نظيره العربي، أما الغربي فلا مجال للمقارنة.