أَخَذْتُها بِقُرْبِ الوادي،
و أَنا أَحْسَبُها بِلا زَوْج،
بَيْنَما كانَتْ زانِيَة.
و كان ذَلِك لَيْلَة "القدّيس جاك"،
عَبْرَ مَواعيدَ و اتِّفاق مُبَيَّت،
حين اِنْطَفأَت المَصابيح،
و أوقِدَ الصُّياح .. الصُّياح.
في آخِرِ رُكْنٍ لِغُرْفَة الفَضيحَة،
كُنْتُ أَلْمَسُ نَهْدَيْها النّائِمَيْن،
حينَ اِنْفَتَح لي صَدْرُها،
مِثْلَ بَراعيمَ ياقوتِيّة.
و في أُذُني عِطْر نَشاء،
مِنْ شَذى جُبّتِها النَّشَئِيّة،
يُصَرْصِرُ مِثْلَ حَرير مُمَزّق،
بِعَشَرَةِ خَناجِرَ مُتَواطِئَة.
و ذُرى الأَشْجار بِلا ضِياء،
تَكْبُرُ على جَوانِب الطُّرُقات،
و أُفُقٌ هائِلٌ مِن الكِلاب،
تَنْبَحُ بَعيدَةً مِن النّهْر.
حينَ تَجاوَزْنا العُلّيق،
و الأشْواك و الجَوْلَق،
نَفَذَت مِن تَحْتِها،
عَقيصَةُ جَديلَتِها،
و أَحْدَثَت ثَقبا في طَمْيِها.
و حينَ نَزَعَتْ مِنّي رَبْطَتي،
و خَلَعَتْ عَنها جُبّتَها،
نَزَعْتُ بِدَوْري حِزامي،
فَوَقَعَت أَرْبَع صِداراتٍ دُفْعَةً واحِدَة.
فلا الحَلَزون و لا النّارْدين،
لهُما بَشَرة أَشَدّ نُعومَة.
و لا تَحْتَ القَمَر كان لِلْبِلّوْر،
شُعاعٌ أَكْثَرَ لَأْلَأَةً و بَهاء.
و كانَت فَخِذاها تَفِرُّ مِن تَحتي،
مِثْلَ سَلْمون مَذْعور،
نِصْفٌ كُلّه اشْتِعالا،
و النِّصْفُ الآخَرُ مَمْلوء بالبُرودَة.
و لَقَد رَأْيَتني هذه اللّيْلَة أَصول،
في أَجْمَل جَولاتي الفارِسِيّة،
على مُهْرَة صَدَفِيّة،
بدون لِجامٍ و بِدونِ رِكاب.
أَنا رَجُلٌ و لَسْتُ قادرا أَن أُكَرّر،
العِبارات التي كانَت تَهْمِسُها لي،
فاسْتَلْهَمَني الفَهْمُ الواضِح،
بأَن أَتَظاهَر أَكْثَر حَذرا.
وَسِخٌ بِالقُبُلاتِ و بِالرِّمال،
أَخْرَجْتُها مِن شَطّ الماء،
و السَّوْسَنُ تَتَأَرْجَح سُيوفه،
ضِدّ نَسيم اللّيْلِ و شَذاه.
و كَيْما أَتَصَرّفُ بِمِلْءِ يَميني،
مِثْلَما يَتَصَرّف غَجَرِيٌّ أَمين،
مَنَحْتُها و أَنا أُغادِرُها،
سَلّة كَبيرة مِن الخِياطَة.
و بِدونِ إِرادَة لِلتّعَلُّقِ بِها،
لِأَنّها كانَت كذَلِكَ زانِيَة،
و تَدّعي بِأَنّها بِدونِ زَوْج،
حين كُنّا في اِتّجاهِ الوادي.