وَاحَــرَّ قـَلْبَاهُ حَـرَّا قدْ جَرَى بِدَمِـي
على أبٍ صَاحبَ الأهوالَ في عِـظـَمِ
وَاحَــرَّ قَـلباهُ يا من قد طوى عِلـَلِي
وعَـلَّـلَـتْـنِي عليهِ الموتُ بالسَّقمِ
يا من ركـبْـتَ لأجـلي كل شاهـقـةٍ
واسْتَفْرَدَتْ بـِـكَ أمواجٌ على القـممِ
يا من لزمْتَ رياضي رغـمَ وَاجِـعَـةٍ
ولمْ أرَى منـكَ إلاّ العَزْمَ في النـَّسَمِ
يا جُرْحَ قلبـي وأوجـاعي على كبدي
مـنذ احْـترافي على الأيام لم تَـنَم
مِنْ باطنِ الأرضِ أظـهرْتَ الصّلابة قد
أمْعَـنْـتَ في نَصَبٍ بالصـبر كالعَلَمِ
نفْسي عليكَ أبي حَرَّى لوِ انْـكَـتَمَـتْ
أبْلَتْ بَـلاءً لتجري في دُموع دَمِـي
أولى لَـكِ اليومَ يا نفسُ اصْبري عِظمًا
فالموتُ مبـصرة في الناس بعد عَمِي
آهٍ أبي قدْ رَحـَـلْـتَ اليوم دون نوًى
والقلبُ يـَــرْنو إليكَ اليوم في نَهَمِ
مَنْ بَعْـدَكَ اليوم يَقْوَى في مُواصَلتي
أو يـَرْأبُ وصلـنا إنْ قـُدَّ بالجَـلَم
أنتَ الذي كنتَ لي بين الورى سَـندا
ثم اسْتَـبَاحَـتْـكَ أسْقامٌ على السَّقَمِ
فالفحمُ مِـنْ رِئَـتَـيْـكَ قَـدْ دَنا فإذا
سَاء الشهيق بَكى قلبي عـَلى حُلُمِي
سَبْعٌ وسِتُـونَ مِنْ عُمْرٍ مَضى سَلفـا
لي من مواسمها جــزء على الهَرَم
أنـتَ الذي لا تَحُـدُّكَ البُحورُ مَـدًى
مَهْمَا كَـتـَبْتُ مِنَ الأشْــعار بالقلم
قدْ ناولتني تَـبَاريحُ الدموع فــَـما
منْ مَدْمَعي رَجَعَ المفـقودُ في النَّسَمِ
في رحـمة الله يا أبـي ومَـرْحَـمَةٍ
ذكْـرَاكَ في كـبدي قد جَـرَتْ بدمي
خـالد بودريـف