خونة أو خائن العهد أو عميل مأجور ، واحدة من هذه العبارات قد تكون مقبولة للترجمة الانجليزية للشريط الذي أخرجه الأمريكي شين كوليت الذي يعيش بطنجة عمل ممثلا في عدد من الأعمال السينمائية وكتب أخرى ، والعمل الذي بصدد الحديث عنه هو الأول في فيلموغرافيته الإخراجية ، البصمات المغربية لهذا الشريط اسم الشخصية المحورية ، ملكية المغنية والتي تتقمص دورها ( شيماء بن عائشة ) ، والمساهمة الإنتاجية ، وباقي أعضاء الفريق الفني : إدريس الروخ ، نادية نيازي ، مراد الزكندي ، مرجانة العلوي . . . والفضائات التي تجري بها الأحداث مدينة طنجة ، حيث تعيش مليكه التي تتزعم فرقة موسيقية لفن الراب ، ومليكة التي تعيش حياة ذكورية من حيث اللباس والتصرفات لاتفكر في الرجل بقدر ما تفكر في تحقيق طموحاتها الفنية . والتي وجدت صعوبة لإخراج مجموعتها المغناة للوجود ، وأثناء محاولاتها تكتشف أن عائلتها سوف تشرد لعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها اتجاه المصرف الذي اقترضها مبلغ الشقة ولإيقاف الزحف الذي يهدد عائلتها ، وإيقاف طموحها وفرقتها ستقحم ضمن عصابة لترويج المخدرات بالشمال المغربي .
الشريط ينطلق بأغنية شبابية على طريقة ( الروب) كلماتها ، بيان إدانة للسياسة المتبعة بالمغرب ، الشريط، يقول بصوت عالي ( علاش الدولة كتخلى على أولادها ؟ ويصبحوا مفسدين بالقوة او منحرفين على الرغم منهم، اوكتعمر بيهم الحباس؟ وهذا مايفسر من حوار : إلى كنتي مسمار اصبر للمطرقة ... إلى كنت امطرقة دك المسمار) ، هذا دون أن تقوم بالقضاء على الفساد الإداري والمجتمعي والمحسوبية والرشوة . . . ، ولواجهة ذلك يقدم الشريط أسبابا مجتمعية تجعل الشباب يفجر الطوق المنصوب برقابهم بدخول مرغمين إلى تنظيمات ( منحلة اجتماعيا ومتفسخة أخلاقية) قادرة على تذمير المجتمع بسموم مخدرات ، لتكسير هذا الطوق : إنتاج أغنية / أداء مستحقات المصرف ، الحل الذي اقترحه المخرج الأمريكي المقيم بطنجة ليس حلا استسلاميا بل حلا طلائعيا لمواجهة احباطات توضع أمام الشباب المغربي ، ستقوم بدور لاتقدر عليه إلا القلوب الصلبة كما يقول الفكر الشعبي ، لقد قدم لنا الشريط درسا مفصلا عن عملية تعليب وتخزين ، وتنقيل ... المخدرات داخل أحشاء السيارة بطريقة مهنية عالية لن تتمكن أجهزة مكافحة هذه الآفة من الوصول إليها إلا عبر مرشدين عاشوا العملية في إطار تصفية حسابات .