سيناريو: "نصـــف إنســان"-سيناريو: معاد محال
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
سينما

سيناريو: "نصـــف إنســان"

  معاد محال    


1-داخلي-حجرة دراسية-نهار

نقرأ على السبورة عبارة "بمناسبة 8 مارس اليوم العالمي للمرأة"، على الطاولات يجلس تلاميذ في منتصف العقد الثاني من الجنسين. جانب السبورة تقف ليلى(17) وهي تلميذة تتمتع بقدر من الجمال والرقة، تمسك في يدها ورقة وتقوم باستعراض عرضها أمام زملائها.

ليلى
تُعتبر المرأة في مجتمعاتنا ضحية الموروثات الاجتماعية
التي ترى فيها مصدرا للعار. فمجتمعنا مجتمع يهين المرأة
ولا ينصفها ولا ينظر إليها كمخلوق كرمه خالقه في قوله
"ولقد كرمنا بني آدم". ولا يزال الكثيرون يختزلون
وظيفتها في الإنجاب وخدمة الزوج وأفراد الأسرة فقط
دون مراعاة لوجودها ومشاعرها وأحلامها، فالمرأة
من حقها أن تحلم وأن تسعى وراء حلمها أيضا...

زاوية مسلطة على الأستاذة فاطمة الزهراء(40) وهي تنظر إلى ليلى نظرات توحي بالإعجاب والانبهار...

ليلى
(متابعة)
...والأسرة كذلك تهين الأنثى، حيث لا أحد من أفراد
العائلة يرحب بميلادها، ويتمنون لو كان المولود
ذكرا، وتستمر هذه النظرة التفاضلية بين الاثنين
يعطون الحق للذكر فقط دون الأنثى...

زاوية اختيار لنسرين(18) وهي تنظر إلى ليلى وتبتسم في إعجاب.

ليلى
(متابعة)
...والرجل بدوره يهين المرأة حين يحرم عليها ما يحله
لنفسه، فهو يعتبر أن خيانة الزوجة أمر طبيعي، وفي
الأخير هي من تدفع ثمن أخطاءه وأنانيته ونزواته،
وتؤدي حياتها ثمنا لعيوب ثقافة تعتبرها دون الرجل
في المرتبة، وأمام هذه الاستغلال واللامبالاة تضطر
إلى كتم معاناتها في أعماقها، لتقضي باقي عمرها
تعيش داخل دوامة من الهموم والخوف والقلق.

فاطمة الزهراء تصفق في ابتهاج وسعادة، فيتبعها باقي التلاميذ.

2-خارجي-حوش منزل ليلى-نهار

دخان أبيض يصعد ملتويا في السماء. ألسنة نيران تخرج من حواشي فرن طيني.
تقوم يد بثقب عجين الخبز بعود صغير. تتراجع اللقطة فتظهر أسية وهي سيدة قروية في أواخر الثلاثين. تُدخل العجين في الفرن بواسطة "المطراح". وخلال ذلك نسمع صوت طرق على الباب.

لقطة انتقالية لأسية وهي تتجه صوب الباب.
تفتحه فتظهر فطيمة(55) تلبس الحايك. تتصافحان.

فطيمة
كيف قيالة آ اللا أسية ؟

أسية
أهلا اللا فطيمة زيد مرحبا بيك.

فطيمة تتجاوز عتبة الباب. فتقوم أسية بإغلاقها.

3-داخلي-منزل ليلى – نهار

أثاث المنزل متواضع. أسية وفطيمة جالستان تتبادلان الحديث.

أسية
وشغانقولك آ اللافطيمة، الصراحة ابنك يوسف اللولي
اللي عمل عاينو على ليلى بنتي. حتى رضوان العايل
حسنا كان سردلي بغا يخطبا وموراه عاود جا العايل
د الفقيه. ولكن العايلة كادقول ماكادفكراشي فالزواج
دابا. كادقول حتى دكمل القراية ساعة دشوف.

فطيمة
والله يهديك آشمن قراية باقا فهاد الزمان، العايلة
كيفما كانت مادقدارشي دبقا بلا راجل، راه هوما
اللي عندا فالأخير. وزيدون شكون اللي كيحكم
انتينا ولا هي..

أسية
والله العظيم إلا هاد الشي اللي كانقولا حتى أنا،
ولكن الفهامة اللي فالراس ديالا هي هادي، وأنا
ماخصنيشي نبزز عليها.

فطيمة
ديك الراس مايكون فيه غير شي واحد عرفاتو
فديك المدرسة، مزعوطة فيه وعاملة السبة
بالقراية.

أسية
(مستنكرة)
لا لا، العايلة كانعرفا داخلا سوق راسها ...

فطيمة
إيوا سبحان الله، غادوريلي فبنات اليوم، العشاقين
الملالين، اللي كايتيقوا بالتخربيق والهدرة الخاوية،
وكايدوخوا بالهدرة المعسلة، وفالأخير كايطيحوا
على راسهوم.

أسية
(في اندهاش)
آشنو !
فطيمة
آشنو ! خصك تزير عليها السمطة ومادبقاشي راخفة
عليها، وبيع اللحم ماحدو باقي طري، قبل ما يفسد
وتقهرك الريحة ديالو. راه البنات د اليوما تعلموا بزاف
د الحاجات، حنا اللي ماعرفين والو. وبني يوسف مُوجود
وعول يجماع راسو وناوي المعقول...

فطيمة تقف حيث تستعد للمغادرة...

فطيمة
(متابعة)
...إيوا الله يهنيك هاد الساعة، فكروا مزيان
وتشاوروا مع راسكم وردوا علينا...
تنصرف فطيمة
تقترب اللقطة من وجه أسية فيبدو عليها القلق والشك والحيرة.

4-خارجي-الفيلاج/أمام باب الثانوية-نهار

نسمع صوت الجرس. التلاميذ يخرجون من الباب.

زاوية اختيار لليلى ونسرين تخرجان ضمن التلاميذ.

5-خارجي-طرق جبلي-نهار

الخضرة تحيط بكل مكان. ليلى ونسرين تسيران في طريق جبلي وهما تحملان حقيبتيهما الدراسيتين.

نسرين
وخطيرة مع راسك..العرض ديالك كان
 أحسن عرض وحتى الأستاذة فاطمة
 الزهراء عجبتيها.

ليلى
واحد النهار قالت لي إذا داومت على القراية
والكتابة نقدر نرجع شي كاتبة كبيرة، وكانت
عطاتني شي  د الكتوبة والقصص والروايات.

نسرين
بصاح !

ليلى
خصني بعدا نجيب البكالوريا.

نسرين
أنا كاع ماكنفكر نجيب ديك الباك.

ليلى
علاش ؟

نسرين
ماغاديش يخلوني فالدار نمشي نالمدينة
 نكمل القراية فالجامعة. وانتينا ؟

ليلى
مانعرف. غانحاول معاهم
 حتى يوافقوا على الله.

فراشة تتطاير أمام وجه ليلى الضاحك، فتمد لها كفها كي تقف عليه. الفراشة تبتعد فتحاول ليلى اللحاق بها.

نسرين
(وهي تلحق بها)
فاين ماشا آ الحامقا...

تدخلان في حقل قمح أخضر، وهما تركضان وتتراقصان في مرح مع حركات الفراشة.
6-خارجي-القرية/أمام مقهى-نهار

موسيقى شعبية تنبعث من داخل مقهى شعبي متواضع. أمام الباب يجتمع بعض الرجال حول طاولة يلعبون الضامة ويدخنون الكيف.

في جهة أخرى يجلس حسن(28) يدخن سيجارة حشيش ويشرب الشاي. يتقدم منه شابين مراهقين يسلمانه النقود ثم يسحب قطعة من الحشيش من جيب معطفه الداخلي ويسلمهم إياها فينصرفان. ثم يواصل تدخينه.

تتغير ملامحه وهو يطفئ سيجارته،

يلمح ليلى ونسرين تمران أمام المقهى

يظل يحدق فيهما في إعجاب، ثم يقف يستعد لكي يتبعهما، لكنه سرعان ما يتوقف عن الحركة حينما تتوقف سيارة من نوع مرسيدس 240 أمام المقهى، فتتغير ملامحه هذه المرة نحو القلق.

ينزل منها عبد الله(40) وهو رجل قوي البنية يتقدم بملامح صارمة نحو  حسن الذي يحاول أن يرسم على ملامحه ابتسامة ما.

حسن
(وهو يمد يده لعبد الله مصافحا)
أهلا خاي عبد الله.

عبد الله لا يبادله المصافحة.

عبد الله
(بلهجة صارمة)
فلوسي واجدين ؟
حسن يرتبك ...

حسن
 آ خاي عبد الله ها انت كاتشوف الحركة
 كيف عاملا غير زيد صبر علينا شوية
الله يرحام الباك.

تزداد علامات الغضب على ملامح عبد الله.

عبد الله
شوف سير شكي على يماك ماتشكيشي عليا أنا،
 ماشي شغلي فالحركة، هاد السلعة اللي كانعطيك
ماكاطيحشي عليا من السما، حتى أنا بحالي بحالك ...

حسن
غير عشر أيام.

عبد الله
(يتأكد)
عشر أيام ؟

حسن
عشر أيام فلوسك كاملين يكونوا موجودين.

عبد الله
(يهز رأسه متفهما)
واخا..هاحنا غانشوفوا..

ويتوجه نحو سيارته وينصرف. فيعود حسن إلى مقعده.

7-خارجي-حوش منزل ليلى-نهار

بعض الدجاجات تنقب في الأرض. السي احمد(60) وهو رجل هادئ بجلباب صوفي وقبعة من العزف يقوم بإخراج الفضلات من حضيرة البقر ويبدو عليه الإرهاق والتعب. أسية منهمكة في كنس الأرض.

 نسمع صوت الباب ينفتح. تدخل ليلى.

تتقدم من أسية وتقبل يدها

أسية
الله يرضى عليك.

ثم من السي احمد، تقبل يده

السي احمد
الله يرضى عليك.

ثم تدخل المنزل.

أسية تضل تراقبها في فضول. ثم تحول رأسها اتجاه السي احمد وتتبادل معه النظرات.

8-داخلي-منزل ليلى-نهار

ليلى تُخرج الكتب والدفاتر من محفظتها وتضعها فوق الطاولة، في هذه الأثناء تدخل أسية وتقف قبالتها.

أسية
شي د الناس جاو يخطبوا
 هاد الصباح ..

ليلى
يخطبوني أنا ؟

أسية
(ساخرة)
لا أنا.

ليلى
(وهي تتفحص كتبها)
ماغانبقاشي نعاود نفس الهدرة.

تظل أسية تحدق فيها للحظات في صمت..

أسية
مابقيتش كانفهمك آبنتي..مابقيتش
عارفة آشني خصك !

ليلى
(بعد تنهيدة طويلة)
اللي خصني..نعيش حياتي كيفما بغيت.

أسية تقترب منها وتجلس جانبها

أسية
ليلى، راك باقا صغيرة وماعارفا والو فالدنيا، الزمان صعيب،
وحنا ماعندنا اللي يكون بينا ويوقف معانا، والباك مابقات عندو
صحة، الموت والحيا هادو آ بنتي، اللي بغيت هو نطمئن عليك
ونشوفك فدارك مع راجلك اللي يكون هو ذراعك فهاد الدنيا.

ليلى تفتح فمهما لتقول شيئا ما، لكنها تتراجع وتواصل تصفح كتبها.

9-داخلي-منزل ليلى/غرفة ليلى-ليل

إضاءة خافتة. لقطة قريبة لغلاف كتاب "ذاكرة الجسد" يملأ الشاشة. تتراجع اللقطة فتظهر ليلى وهي مستلقية تقرأ الكتاب، ويبدو عليها السرور والارتياح والابتهاج.

هناك حديث يدور خارج الغرفة بين السي احمد وأسية، لكن يبدو أن ليلى لا تسمعه.


أسية O.S
البنات اللي قدها كاملين فديورهوم، وهادي
ماعرفتشي شنو خصا !

السي احمد O.S
لا حول ولا قوة إلا بالله، الله يهديك آشمن هاد البنات
اللي قدها، البنت باقي عندها 17 عام، وقالت خصا
تكمل القراية، نخليوها حتى تكمل القراية.

أسية O.S
إيوا شحال غادي تبقا تقرا؟ حتى تشرف وتشبار الركنة ؟
وياك تعلمت تقرا وتكتب ؟ آشنو باقي عاد خصا ؟

السي احمد O.S
آ لالة غير خليها تشرف المهم هو القراية، ومادام باقي
فالحياة، ماغنخليها ناقصة حتى حاجة.

أسية O.S
الحياة ! باقا فيك شي حياة انت !

السي احمد O.S
أش كاتبغي تقول ؟

أسية O.S
ومانعرف.

ليلى ترفع عينيها عن الكتاب وكأن فكرة ما خطرت إلى ذهنها. تنهض وتسحب دفترا وقلما وتشرع في الكتابة. ترفع عينيها إلى السماء من حين لآخر وكأنها تبحث عن الأفكار، ثم تواصل الكتابة.



10-خارجي-ساحة الثانوية-صباح

التلاميذ منتشرون في الساحة. ليلى والأستاذة فاطمة الزهراء تتقدمان. الدفتر الذي كانت ليلى تدون فيه في الليل يوجد في يد فاطمة الزهراء حيث تطالعه.

فاطمة الزهراء
جميل، رائع، ولكن باقا كانلمس فيك ديك الخجل
 والتردد فالبوح، الكتابة كاطلب الشجاعة والجرأة
آ ليلى وروح التمرد، هاد الشي تقدر تكتسبيه مع
 الوقت من خلال القراءة. قريتي الرواية اللي
عطيتك البارح ؟

ليلى
آه عجباتني بزاف !

تجلسان على أحد الكراسي...

فاطمة الزهراء
ملي نشرت أحلام مستغانمي الرواية ديالا ذاكرة الجسد
اتهموها بالانتحال وقالوا باللي كاتب الرواية رجل،
ومستحيل يكون مرا.

يبدو على ليلى الشغف والاهتمام وهي تنصت إلى فاطمة الزهراء

فاطمة الزهراء
(متابعة)
...حيت فالقديم كان مجال الكتابة والإبداع حكر غير
على الراجل، والاعتقاد السائد اللي كان داك الوقت
هو أن المرأة عاجزة عن الكتابة أو على الأقل ما
يمكنش توصل نمستوى الرجل. ولكن هاد المرأة
من بعد هي اللي التجأت للكتابة والسرد الأدبي
باش تتحدى المجتمع الذكوري وتفضح العيوب
ديالو...

ليلى تشرد بذهنها، فتلاحظ فاطمة الزهراء ذلك...

فاطمة الزهراء
فين مشيتي ؟

ليلى
ماما، مؤخرا بدات كاتلح عليا بالجواج
من بعدما كتاروا الخطاب اللي كيجيو
عندنا للدار.

فاطمة الزهراء
وانتي شنو رأيك ؟

ليلى تطلق تنهيدة طويلة وهي تهز رأسها نفيا

ليلى
الصراحة ماخصنيشي، مابغيتشي يجي شي واحد
ويحبسني فالدرا، ومايخلينيشي نخرج غير إذا كانت
شي ضرورة ولا مناسبة، كانحلم نسافر، نعرف
الدنيا اكثر، نشوف الناس آخرين..فهمتي. إذا جوجت
هاد الأحلام كاملا غانحكم عليها بالموت، هاكدا على
الأقل عندي الأمل.

فاطمة الزهراء
لا ماشي بالضرورة، شوف، يمكن المشكل ماشي فالراجل،
ولكن فالمجتمع اللي كايضن بأن العلاقة ما بين المرا
والراجل مبنية على التبعية، بحيث المرا كاتكون
تابعة للرجل، وماكيشوفهومش كشريكين متساويين،
والنظرة اللي تكونت عندك عن الزواج طبيعية لبنت
عايشة فهاد المجتمع. وحتى هاد الطموحات ديالك
يمكن تحققيها بمساعدة نفس الراجل اللي كاتخافي
أنه يحرمك منها.

ليلى
 جدي الله يرحمو باش مات ماما كانت عندا  10 سنين، خلاهم
هي وثلاثة د خوتا البنات وماماهم، كانوا كيبقاو بالجوع
ماكيلقاو حتى مايكلوا. على هاد الشي وهي من صغري
كاتقولي المرا ماتقدرش تعيش بلا راجل، وخصا نجوج
دغيا باش تطمئن عليا. حتى الرجال اللي كايجيو يخطبوني
ماكيعرفوني ماكنعرفوم، باغيين يجوجوا بيا غير حيت
بنت الناس وعائلتي غير دراوش وماشي د الصداع ..
غير على هاد الشي.

فاطمة الزهراء
فهاد الحالة خصك تواجهيها آ ليلى

ليلى
(تهز رأسها نفيا)
ماكانقدرش ...

حينها نسمع صوت جرس الثانوية.

فتقف فاطمة الزهراء وليلى وتنصرفا.


11-خارجي- الفيلاج-نهار

ليلى ونسرين تحملان حقيبتا الدراسة وتسيران بخطوات سريعة في الشارع وتتبادلان نظرات باسمة كأنهما تنفذان خطة ما.

على مسافة غير بعيدة منها يتبعهما حسن.

تدخلان إلى سوق خضار صغير حيث تتعمدان المرور من الأماكن المزدحمة.

حسن يستمر في متابعتهما وهو يحاول ألا تختفيا عن نظره.

تخرجان من السوق ثم تدخلان في شارع صغير وتطلقان ساقيهما للريح.

حسن يخرج من السوق وهو يبحث ببصره، ثم يبدو يضرب يديه في غيض والغضب باد عليه.

ليلى ونسرين تواصلان سيرهما...

نسرين
شني خصو منك هذا؟

ليلى
مانعرف..دايما تابعني..

نسرين
(ضاحكة)
مسكين..

تواصلان طريقهما وهما تضحكان.

12- خارجي-القرية/أمام البئر-نهار

ليلى أمام البئر وهي تجر الحبل وتملأ بعض القنينات.

على مسافة بعيدة يقف حسن وراء شجرة وهو يراقبها في حذر.

تنتهي ليلى من السقي. فتحمل قنيناتها وتتقدم مبتعدة عن البئر.
حين يلمحها تبتعد يقرر اللحاق بها.

ليلى تواصل سيرها فيبرز حسن وراءها...

حسن
آرا نعاونك ثقيل عليك ديك الشي...

هو يحاول تقليص المسافة بينهما، وهي تحاول توسيعها.

ليلى
لا شكرا بارك الله فيك.

تواصل طريقها، فيتوقف هو ويظل يراقبها وهو يفكر، ثم يلحق بها بخطوات سريعة، يصل عندها ويعترض طريقها.

تتفاجأ ويبدو عليه التضايق بحركته لكنها لا تقول شيئا، تحني رأسها وهي تحاول اجتيازه، فيمنعها..

ليلى
شنو بغيتي مني آخاي ؟

حسن
ليلى..تزوجي بيا ؟

ليلى تصاب بالاندهاش،

حسن
(يتابع)
مرا غزالة، وبنت الناس، وقارية تبارك الله...
ومعايا ماغايكون ناقصك حتى خير.

ليلى
أولا أنا بنت ماشي مرا، ثانيا كاع ماكنفكر
فالزواج، الله يجيبلك التيسير.

ثم تواصل سيرها، فيما يستدير هو ويظل يراقبها بنظرات متوعدة.

13-خارجي – القرية – نهار

أسية تسير في القرية ، تلتقي فطيمة التي ترمقها بنظرة غير مريحة ...

أسية
اللا فطيمة لاباس ؟

فطيمة
(لهجة حادة)
إيوا اللا أسية، كيفما كان حنا جيران وكاع
ماكانخبعو على بعضنا شي حاجة..ياك حشمتي
تقولي بلي كاطبري ن بنتك راجل عندو الفلوس
على ديك الشي رفضتي ولدي يوسف.

تصاب أسية بالاندهاش ويبدو عليها عدم الفهم ...

أسية
الله يا ختي فطيمة، آشنو خيبنا عليك..وآش جاب
ولد نالهدرة.

فطيمة
سمع بني يوسف بصح على قد حالو، ولكن على الأقل جا من
الباب وعمل فحال اللي كيعملوا الناس كاملين..العيب هو
تكذب علينا، قالا البنت كاع ماكاتفكر فالزواج وهي عينها
فالبزناز.

أسية
(في ذعر)
الله يهديك آ اللا فطيمة، آش هاد الهدرة ؟

فطيمة
والله يجيبنا على خير..

ثم تنصرف وتترك أسية وقد أصابها الذعر والحيرة بادية عليها.

14- خارجي-حوش منزل ليلى-نهار

ليلى جالسة على عتبة باب المنزل وفي يدها كتابا تقرأه. تقترب منها قطة وتلتصق بها، ثم تشرع ليلة في مداعبتها في لطف. فجأة، نسمع طرقات قوية ومتسارعة على الباب الخارجي.
لقطة انتقالية لليلى وهي تتجه بخطوات مسرعة إلى الباب.
تفتحه فتظهر نسرين.
ليلى
نسرين، ياك لاباس ؟

نسرين
واش ديك الهدرة اللي كادور فالدشار
دْبصاح ؟

تظهر على ملامح ليلى علامات القلق.
ليلى
شمن هدرة ؟

نسرين
أنك تخطبتي نحسن ؟

تجحظ عينا ليلى وتُصاب بالاندهاش والصدمة والغضب.

ليلى
كيفاش ؟

نسرين
هاد الشي اللي كيقولوا الناس، مايكون
 غير هو اللي طلق هاد الكذبة.

  ترتسم على ملامح ليلى علامات الصرامة والحزم والغضب. فتغلق الباب وراءها وتتجه إلى الخارج مبتعدة بخطوات سريعة.

نسرين تحاول اللحاق بها.

نسرين
ليلى آجي فين ماشا ؟

15- خارجي-القرية/أمام المقهى-نهار

أمام باب المقهى يجتمع حسن مع بعض رفاقه حول طاولة يدخنون الكيف ويلعبون النرد.

ليلى تتجه إليهم بخطوات سريعة ونسرين تحاول اللحاق بها.

تقترب منهم أكثر والغضب باد على محياها.

ليلى
(مخاطبة حسن بلهجة صارمة)
آش بيني وبينك آ خاي ؟

يتظاهر بعدم الفهم، ثم يفتح فمه ليتكلم لكنها لا تترك له الفرصة لذلك..

ليلى
(متابعة بنفس الصرامة)
شوف  غادي نقولك جوج د الهدرات ، احترم نفسك
واعطيني التيساع وماتبقاش تبعني تروج عليا.
الكذوب.

ثم تعود مسرعة، نسرين تنظر إلى حسن ثم إليها في قلق، قبل أن تحاول اللحاق بها.

تتعالى ضحكات أصدقاءه الساخرة، فيما يحاول هو كتم غضبه والسيطرة على نفسه.

16-داخلي-منزل ليلى-ليل

ليلى جالسة تراجع دروسها، فتأتي أسية وتقف جوارها...

أسية
باقا ماشفتي والو، هادي غير البدية، هاد الناس
ماكيخليو حد فخاطرو..

ليلى
اللا فطيمة حتى هي كاتزيد فالهدرة وتوصلها للناس،
علاش ؟ غير حيت بغات تزوجلي بنا.

أسية
علا هاد الشي آبتني كانقولك المرا عندها غير
راجلها يسترا، وحتى حد مايفتح دقمو عليها.

ليلى
نكمل القراية ونضمن المستقبل ساعة يكون
خير.

أسية
إيمتا يا بنتي..إذا زدتي كبرتي غير شوية
يعلم الله آش غادي يخرجو عليك.

ليلى
ماشي شغلي، يقولوا اللي بغاو.

أسية تقترب منها وتواجهها

أسية
(في غضب)
هاد الراس القاسح ديالك هو اللي غادي
يخرج عليك.

17-داخلي-قاعة ندوات-ليل

داخل القاعة ينتشر مجموعة من الأشخاص في الكراسي المخصصة للحضور. الصحافيون يوجدون في الصف الأمامي بمصوراتهم وكاميراتهم.

على المنصة تجلس نادية(45) تلقي كلمتها، ويجلس جانبها شخصين أو ثلاثة. على وجه المنصة أُلصقت لافتة نقرأ عليها "جمعية امرأة المستقبل تقدم ندوة حول نضال المرأة: أشكاله وأساليبه"

نادية
...هناك بعض الناشطات والجمعيات النسائية يقودها
الحماس والاندفاع اللاعقلاني إلى اعتبار قضية الدفاع
عن حقوق المرأة هو صراع مع الرجل، وأنا لا أتفق
مع هذا الطرح لأنه يؤدي بنا إلى معالجات انفعالية
لا تؤدي إلى نتائج سليمة خصوصا حينما يتعلق الأمر
بالأسرة التي تتكون من الرجل والمرأة. لا يجب
على المرأة اتخاذ مواقف عدائية تجاه الرجل مهما
كانت الظروف، فالعلاقة بين الجنسين يجب أن تكون
علاقة احترام وتكامل...

زاوية اختيار لفاطمة الزهراء وهي جالسة ضمن الحضور تتابع كلام نادية وتصغي إليه.

نادية
(متابعة)
...فالمرأة المغربية تناضل أساسا ضد اللامساواة في
الحقوق واللاتكافؤ في الفرص وضد التهميش والإقصاء
والقهر والاضطهاد والظلم، وهذه كلها هموم مشتركة
بين الرجل والمرأة والهدف والأمل واحد في القضاء
على هذه المعوقات من أجل النهوض والانطلاق لبناء
صرح نماء بلدنا بناء صلبا متوازنا يشارك فيه كل من
الرجل والمرأة ويتبوأ من خلاله كل منهما المكانة
اللائقة به استنادا على ما يتوفر عليه كل منهما من
مؤهلات ومهارات علمية أو فكرية أو غيرها وليس
على أساس الجنس أو أي اعتبارات أخرى.

بعدها تنطلق تصفيقات حارة من طرف الحضور.

18-داخلي-ممر-ليل

فاطمة الزهراء ونادية تخرجان من باب القاعة ضمن بعض الأشخاص وتتقدمان داخل الممر.
امرأة تقابل نادية.

المرأة
تبارك الله عليك آ الأستاذة نادية.


نادية
شكرا

ثم تلتفت إلى فاطمة الزهراء

نادية
ديك الطلب د الانتقال ديالك فين وصل ؟

فاطمة الزهراء
(في يأس)
ها أنا كانتسنا شغاندير، الله يسهل الأمور
وصافي.

نادية
حاولي..خصك تجي لهنا آ صاحبتي، الجمعية
 محتاجة نالأفكار ديالك..وبالمرة المرة
نشوفوك..رجعنا كانتوحشوك والله.

فاطمة الزهرة
(تبتسم)
إن شاء الله.

رشيد(50) يبرز من خلف نادية.

الرجل
(يمد يده ليصافح فاطمة الزهرة)
فاطمة الزهراء ؟

فاطمة الزهراء
(تصافحه)
أهلا السي رشيد لا باس؟

رشيد
الحمد لله.

ثم يلتفت إلى نادية

رشيد
ماغاداش ؟

نادية تعطيه حقيبتها الشخصية وحقيبتها المهنية

نادية
هانا ماجا، هاك سبقني انت نالطوموبيل.

رشيد
واخا.

يستلمهما منها وينصرف.

19-خارجي-تل جبلي/ضواحي القرية-غروب

لقطة انتقالية لحسن وصديق له وهما يسيران على تل جبلي، وكل واحد منهما يحمل في إحدى يديه كيسا به قنينات خمر وفي اليد الأخرى قنينة يجرع منها.

صديقه
ماشي راجل آ صاحبي..ماشي راجل..
تقولك ديك الهدرة كاملة وتخليها تمشي
للدار واقفة على رجلا !!

 يصلان إلى صخرة كبيرة ويجلسان تحتها، جنبا إلى جنب.

صديقه
ولكن شغانقولك آ البا حسن عطاتوملك
صحاحين.

ويضحك.
حسن لا يرد ويبدو عليه الاغتياظ الشديد، وهو يجرع من قنينته.

صديقه
ولكن عرفتي وكنت فموطعلك
وتقولي هاكداك...

حسن يكسر قنينته على الصخرة ويضعها على عنق صديقه، الذي يصاب بالخوف والرعب.
حسن
(في غضب)
شغاتعمل ؟ شغاتعمل ؟

صديقه يرتعش ويبدو عليه الخوف...


صديقه
(وهو مرتعب)
والو والو ..غير برد آ صاحبي مالك..

حسن يطيل النظر إلى صديقه، وهو يزيل القنينة عن عنقه في بطء ويحاول السيطرة على أعصابه ثم يعتدل في جلسته.

Intercut

20- خارجي –حقل زراعي/ضواحي القرية– غروب

أسية تلف كومة من الحطب، تربطها، ثم تضعها فوق ظهرها.

21-خارجي-التل الجبلي/ضواحي القرية-غروب

حسن وصديقه جالسين تحت الصخرة ثملين، وقنينات الخمر مرمية أمام أقدامهما...

حسن
(بكلمات بطيئة)
غادي نخليها تندم على النهار اللي خرجت فيا
عينا وعلات عليا صوتها...

فجأة يركز حسن بصره في اتجاه ما وكأنه لمح شيئا.

منظر بعيد
ليلى ونسرين تسيران في طريق جبلي أسفل التل وهما تحملان حقيبتيهما.

22-خارجي-طريق جبلي/ضواحي القرية-غروب

ليلى ونسرين تسيران في الطريق.


نسرين
(مازحة)
حصلتو كيشوف فيا

ليلى
(بنفس المزاح)
باركا عليا ..سكتني..

نسرين
لا بصاح، مادام كيشوف فيا يعني عجبتوا،
يعني كيبغيني.

ليلى تطلق ضحكة ساخرة

ليلى
إيوا مشي عندو للدار خطبو، عاندا طيرولك
شي واحدة.

ثم تشرعان في الضحك.
فجأة تتوقفان تُصابان بالذعر.

حسن وصديقه يعترضان طريقهما، ويرمقانهما بشبق.

ليلى ونسرين تصابان بالخوف والرعب والهلع. نسرين تطلق ساقيها للريح فيركض وراءها صديق حسن. أما حسن فيأخذ من القنينة جرعة أخيرة ويرميها وراءه وهو ينظر إلى ليلى في شهوة. ليلى تزداد خوفا ورعبا وهي تتراجع إلى الخلف ثم تركض وسط الأعشاب وهي تصرخ مستنجدة، حسن يركض وراءها، يلحق بها ويسقطها وسط العشب فيختفيان عن الأنظار، لكن صراخ ليلى المستنجد مستمر.

Intercut

23-خارجي-القرية-غروب

لقطة مسلطة على صومعة المسجد التي ينبعث منها صوت الآذان.

Intercut

24-خارجي-ضواحي القرية-غروب

أسية تسير بين الحقول وهي تحمل على ظهرها الحطب. فجأة تتوقف وتتغير ملامحها كأنها أحست بشيء ما.

25-داخلي-منزل ليلى/غرفة ليلى – ليل

إضاءة خافتة. ليلى منزوية في غرفتها ضامة ركبتيها إلى صدرها وهي ترتعش، شعرها وجسدها مبلل بالعرق، وتبكي وتتئد في حزن وألم.

26-خارجي – القرية – صباح

سيارة الدرك تعبر القرية تاركة الأشخاص الذين تمر أمامهم يراقبونها في فضول.

27-خارجي-القرية/أمام منزل حسن- صباح

سيارة الدرك واقفة أمام منزل حسن والناس متجمهرون حولها. دركيان يقومان باقتياد حسن من باب منزله إلى السيارة وسط نظرات الفضول.

من جهة أخرى، من ضمن الحشود المتجمهرة حول المنظر، امرأتان تتبادلان الحديث

المرأة 1
شفتي على عملة عمل، تعدى على بنت الناس،
ربي اللي غادي يخلصو.

المرأة 2
ومانعرف تكون كانت بيناتهم شي حاجة..
 ولا بغات تلصق فيه..ماتقدرشي تعرف
 يا ختي الله أعلم.
 

المرأة 1
آ ويلي واستغفر الله.



28-داخلي-الثانوية/الحجرة الدراسية-نهار

فاطمة الزهراء جالسة على مكتبها تطالع اللائحة وتنادي على الحضور

فاطمة الزهراء
سهام آيت علي

صوت 1
حاضرة

فاطمة الزهراء
نورة المودن.

صوت 2
حاضرة.

فاطمة الزهراء
طارق البقالي

صوت 3
حاضر

فاطمة الزهراء
ليلى بنعمر

فاطمة ترفع رأسها تتفحص القسم. فتجد نسرين جالسة وحدها ومقعد ليلى فارغ.

29-داخلي-مكتب رئيس الدرك-نهار

أمام مكتب رئيس الدرك يجلس حسن، وعلى المكتب يجلس رئيس الدرك وهو يطالع بعض الأوراق، ثم يضعها جانبا.

رئيس الدرك
ذكرني باسميتك ؟

حسن
حسن أخريف آ الشاف.

رئيس الدرك ينهض من مكتبه ويتجه صوب حسن ليخاطبه وجها لوجه.

رئيس الدرك
السي أخريف، عرفتي ملي كايكلفوني بشي مهمة،
كاندير فبالي حاجة وحدة: إذا ماجيبتش المجرم باش
ينال الجزاء ديالو كانعتبر نفسي كاع مانستاهل هد
الكسوة اللي أنا لابس دابا، كيفما كانعتبر الكلاب اللي
بحالك أنهم مايستهلوش يبقاو على وجه الدنيا. تيق
بيا لو كان القانون فيدي كراني درت فيك نفس الشي
اللي عملتيه فديك البنت، ولكن مع الأسف السلطة اللي
عندي كاتحتم عليا نقبض عليك صافي ونقدمك للعدالة
اللي غادي تطبق عليك القانون، والقانون غادي يخيرك
ما بين جوج حوايج : الحبس أو تصلح الغلطة ديالك
وتجوج بديك البنت.

30-داخلي-منزل ليلى-نهار

الباب والنوافذ مقفلة مما يجعل إضاءة المنزل خافتة. أسية والسي احمد وليلى يجلسون في أماكن متباعدة عن بعضهم البعض والحزن باد على عليهم.

أسية
(تحرك رأسها في جميع الاتجاهات في حزن)
آش هاد البلا اللي سلطتيه علينا يا ربي ؟ أشنو
عملنا فهاد الدنيا باش تعمل فينا هاد الشي؟
لوكان غير رزقتينا بشي ولد فموطاع
هاد البنت كاع ماكنا نشوفوا هاد الشي.

السي احمد
(بصوت هادئ)
نعل الشيطان وسكتينا، كل مصيبة
وعندها حل.



أسية
حل ؟ آشمن حل ؟ أشمن حل بقا من بعد ضاعت
 البنت فشرفها، آشمن قيمة بقات عندها دابا ؟
بشمن وجه غاتقابل الناس ؟ يعلم الله آش
كيقولوا علينا دابا.

السي احمد
مول الفعلة لازم ياخد الجزاء ديالو، وإذا مابغاش
 الحبس، غادي يصلح الغلطة ديالو ويتزوج بيها.

أسية
يا ربي ديك الشي اللي يكون.

ليلى تنظر إلى أسية في استغراب.

ليلى
شنو ؟

أسية
إذا مابغاشي الحبس غادي يتزوج بيك.

ليلى
(في خوف)
ما يمكنش !

أسية
شنو اللي مايمكنش ؟

ليلى
مايمكنش نتزوج بديك الحيوان !

أسية
إذا ماتزوجتيشي بيه هنا غاتبقا مرميا، عندو يسحابلك
 ولاد الدشار غادي يبقاو كل نهار ماجين كيدقوا علينا
فالباب طالبين يدك، صافي، دابا حتى حد ماغادي
يبقا طايق حتى يشوف وجهك ولا يشم ريحتك،
البنت بلا شرف عندوم ما تسوا حتى بصلة.
يزداد الخوف والرعب على ليلى

ليلى
حرام عليك، من بعد هاد الشي اللي
عمل فيا كامل بغيتو تزوجوني بيه !

أسية
(ترفع يدها في إحباط)
مافيدنا حتى حاجة أخرى، إذا ماكانش هاد
 الشي ملي نموتوا حنا هنا غادي تبقا
مرميا بحال القطوط ماتلقاي حتى ما تاكل .

ليلى تنظر إلى السي احمد تنتظر منه كلمته

السي احمد
سمحي لي آ بنتي ولكن ماماك عندها الحق، راك
باقا صغيرة ويمكن ماعارفاشي الوضعية ديالك،
على الأقل إذا تزوج بيك غادي يصلح ما
عمل بيك ويسترك من الفضيحة.

ليلى تشرع في البكاء

ليلى
(بصوت باك)
علاش كيوقعلي هاد الشي ؟ علاش ؟

31-داخلي-منزل ليلى/غرفة ليلى-فجر

 ليلى مستلقية في فراشها وعينيها مفتوحتين وتبدو عليها الحيرة. من الخارج تنبعث أصوات الديكة وصوت الآذان. فجأة تنهض وتجمع بعض الملابس في حقيبة وتضيف معهم بعض الدفاتر والكتب وترتدي معطفا وتغادر الغرفة.

32-خارجي-حوش منزل ليلى-فجر

ليلي تسير في الحوش حاملة حقيبتها بخطوات حذرة متجهة نحو الباب القصديري. تفتحه بحذر لكن رغم ذلك يُحدث بعض الصوت.

33-داخلي-منزل ليلى/غرفة الأبوين-فجر

أسية والسي احمد يغطان في النوم. فجأة تفتح عينيها أسية وتبدو قلقة.

34-خارجي – القرية – فجر

ليلى تحمل حقيبتها وتسير بخطوات سريعة مبتعدة عن باب المنزل. فجأة تسمع صوت أسية.

أسية V.O
ماعندك فين تمشي...

تلتفت ليلى وراءها لتنظر إلى أسية.

أسية
...ماعندك فين تهرب..الناس كلهم بحال بحال..
حتى واحد ماغايرحمك.. فين ماشا ؟ نالمدينة ؟
والله لا فتحلك شي حد الباب..ساعة غاتبقا تنعس
 فالزنقة...

تتحول ملامح ليلى إلى الإحباط

أسية
(متابعة)
...وغاتلقاي راسك يا إما كاتسعا الطرف د الخبز،
ولا كاتبيع لحمك باش تعيش...

تنفلت الحقيبة من يدها في إحباط، وتسقط على ركبتيها في إحباط  وتتغرغر عيناها بالدموع.

35-خارجي-القرية/أمام البئر-نهار

فطيمة رفقة اثنتين من النسوة أمام البئر تقمن بالسقي. أسية تتقدم في اتجاههم وهي تحمل بعض القنينات ودلو فارغ.

فطيمة
(بصوت عال)
نحمد الله ونشكرو، اللي حفظلي بني يوسف
ونجاه من اللي كان عامل عينو عليه، لو كان
وقع ديك الشي اللي كان خصو كراه
دابا هو البوهالي د الدشار، كان
قريب يطيح فواحدة...استغفر الله.

ترتسم على ملامح أسية علامات الخجل والحزن وعدم الاطمئنان، وهي منخفضة عينيها.
فطيمة ترمقها من حين لآخر نظرات سخرية.

المرأة 1
هاديك الرضا د الوالدين وقفات معاه.

المرأة 2
حشومة عليكم، باراكاو ماطيحوا الباطل
 على عباد الله، ماشفنا ما رينا باش نهدرو.

فطيمة
الباطل ! فهاد الموطاع نيت شافوها
الناس كاتهدر معاه.

المرأة 2
هو اللي تعرطلا وتعدى عليها.

فطيمة
حتى كيوقع ما وقع، ملي ماكيجبروا ما يقولوا
عاد كيقولولك حقا تعرطلا وتعدى عليها...

تزداد علامات الارتباك على ملامح أسية التي لا تجرأ حتى على رفع بصرها أمامهم.

المرأة 2
الله يهديك باركا ماتخرجي الهدرة مراسك،
ماشفنا حتى حاجة آ اللا فطيمة.


فطيمة
إيوا حتى ديك الحاجة اللي فبالك ماكاتعملشي قدام الناس
باش انتينا تشوفا آ اللا لطيفة.

أسية تعود من حيث أتت دون أن تسقي.

فطيمة
البنت داخلا سوق راسها قالا البنت داخلا
سوق راسها..ساعة عملاتا قد راسها.

المرأة 1
إيوا النفاق د الناس يا ختي.

36-خارجي-القرية-ليل

تتعالى أصوات الزغاريد والمزامير ودقات الطبل.إنه حفل زفاف. ليلى وحسن بثياب العروسين يسيران وسط مجموعة من الناس، ويحيط بهما جوق من الطبالين وعازفي المزمار. لا أحد منهما يبدو سعيدا.  ليلى تبدو في غاية الأسى والحزن والخوف والقلق.

من وجهة نظر ليلى P.O.V
صوت الطبل يتصاعد إلى مسامعها إلي حد يوحي بالرعب.
كل الناس الذين تمر أمامهم يرمقونها بنظرات غير مريحة وتحمل
الاتهام، ثم يهزون رؤوسهم في أسى وهم يخفضون أعينهم.
 إحدى النساء تزغرد ثم تطلق ضحكة عالية تحمل الكثير من
السخرية والاستهزاء.

37-داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-ليل

ليلى وحسن يدخلان غرفة النوم. يطيلان النظر إلى بعضهما. ثم تشرع هي في التراجع إلى الخلف مبتعدة عنه في خوف وقلق.


38-داخلي- الحجرة الدراسية-نهار

فاطمة الزهراء تقف أمام السبورة قبالة التلاميذ

فاطمة الزهراء
انتهت الحصة د اليوم.

فيترك التلاميذ مقاعدهم ويتوجهون نحو الباب وضمنهم نسرين
.
فاطمة الزهراء
(منادية)
نسرين..نسرين.

نسرين تقترب من فاطمة الزهراء

فاطمة الزهراء
فين صاحيبتك ليلى ؟..شفتا
هادي مدة ماجات.

نسرين ترتبك قليلا

نسرين
(في ارتباك)
ليلى...تزوجات آ الأستاذة.

تصاب فاطمة الزهراء بالاستغراب والاندهاش

فاطمة الزهراء
كيفاش ؟ وقرايتها ؟



نسرين
(في ارتباك وبكلمات متقطعة)
لا.. تزوجات مالمدينة..ونتاقلت لتما..
تما غاتكمل القراية.

فاطمة الزهراء تشرد بذهنها في حيرة.

فاطمة الزهراء
واخا سيري...

تخرج نسرين. فيما تأخذ فاطمة الزهراء تنهيدة طويلة وهي تهز رأسها في عدم اطمئنان.

39- داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-نهار

نافذة صغيرة يطل منها ضوء النهار في أعلى الجدار. ليلى منزوية في الغرفة ضامة ركبتيها إلى صدرها واضعة عليهما رأسها
40- داخلي-منزل حسن/غرفة الجلوس-نهار

السعدية(55) وحنان(22) جالستين في غرفة الجلوس تقشران بعض الخضر وتتفرجان على التلفاز وتتبادلان الحديث.

السعدية
ديك لالة العروسة تما غاتبقا حابسة على راسها ؟
ماراضياشي تخرج عندنا ولا ؟

حنان
خليها على خاطرة آ ماما...
السعدية
(تتئد ساخرة)
علاش بحال هادو كيخليو شي واحد على خاطرو !
صيادين الرجال، هدامين البيوت، يعملوا الفضايح
مع ولاد السوق فالزنقة وفالأخير يلصقوها نولاد
الناس، يا أعوذ بالله.

حنان ترفع حاجبيها وهي تهز رأسها في استياء

حنان
(بصوت هامس في سرها)
لا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم تلتفت إلى السعدية

حنان
آ ماما، المحكمة حكمات، وهو بيدو اعتارف بديك
الشي اللي عمل، فاين باقي عند الشك ؟


السعدية
يعلم الله شنو عملوا فيه ديك الكفرة بالله باش جعلوه
يطيح الباطل على راسو ويحمل الجرم ماشي
ديالو...

فجأة ينبعث صوت صراخ ليلى من الغرفة المجاورة. حنان تصاب بالذعر وتركض إليها.

41-داخلي-منزل حسن/غرفة النوم- نهار

لقطة قريبة لفأر يوجد أمام الجدار .

ليلى متسمرة في مكانها، ترتعش في رعب، وهي تنظر إلى الفأر المقابل لها في خوف.
ينفتح الباب وتظهر حنان وهي تدخل بخطوات مسرعة تنظر إلى ليلى ثم إلى الفأر.
بعدها تقترب من ليلى، تنحني وتضمها إلى صدرها كي تهدأ من روعها.
ثم تسحب عصا وتهدد بها الفأر فيهرب.


حنان
مزيان دابا ؟

ليلى تهز رأسها إيجابا وقد قلت وتيرة ارتعاشها.

42- داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-نهار

تدخل حنان وهي تحمل صينية عليها كوب يتصاعد منه الدخان، وقطعة خبز وبعض الجبن، وصحن بلاستيكي صغير به سم الفئران. تضع الصينية أمام ليلى.

حنان
خصك تاكل شي حاجة، ملي جيتي هنا ماعملتي
فدوقمك شي حاجة.

ثم تأخذ الصحن الذي به سم الفئران

حنان
(تريها الصحن)
ها أنا جيبتلك اللي غادي يهنيك منو.

فتضعه في زاوية قبالة ليلى. ثم تعود إليها.

حنان
أنا إسمي حنان، إذا احتجتي شي حاجة
عيط عليا، واخا ؟

تنصرف

 ترفع ليلى عينيها في اتجاه النافذة.



43-خارجي – القرية – ليل

نسمع صوت موسيقى وغناء. جوق يؤدي أغاني جلية والسكان متجمهرون حوله. هناك بعض الشباب يرقصون.

حسن يجلس بين مجموعة من الناس. من بعيد يلمح صديقه وهو يشير إليه باللحاق به.


44-خارجي-القرية- ليل

موسيقى الجوق الآن تأتي من بعيد.

حسن رفقة صديقه ومعهم شاب آخر، يشربون الخمر ويتبادلون الحديث والمزاح.

الشاب
(لهجته جبلية)
شكون دابا فيكم كان لا يقول الغزالة د الدشار اللي كان
كولشي خصو يجوج بيها، غادكون د حسن.

صديق حسن
إيوا ها هو وراك شني دعمل، إذا عجبتك شي
واحدة ومابغاتشي دجوج بيك، سير غتاصب
باباها باش تجوجك منا المحكمة.

يضحكون بصوت عال.

46-خارجي-القرية-ليل

حسن يسير في الطريق وحيدا ثملا وبخطوات متثاقلة، وهو يدندن بعبارات غير مفهومة..

فجأة نسمع صوت محرك سيارة..نرى الأضواء، ينزل عبد الله ومعه شابين آخرين، ويقفون جميعا في مقابلة حسن،

يبدو الرعب والهلع على وجه حسن

عبد الله
(ساخرا)
يا النشاط يا ودي..

ثم ينقض عليه ويمسكه من عنقه،

حسن
(بكلمات متثاقلة)
أهلا آ خاي عبد الله،

عبد الله
معرس مع راسك، وعاطيها نالقصاير
ومضيعني فرزقي ؟

حسن
شوف، آجي نتفاهموا..

عبد الله
نتفاهموا..على هاد الشي أنا هنايا، باش نتفاهموا
وغاتفهمي حتى أنا شكانسوا،

عبد الله
(في غضب)
 من نهر بديت
كانتعامل معاك عرفتك شماتة وماشي راجل..

يشير إلى الشابين فيتقدمان منه ويطرحانه أرضا ويشبعانه ركلا وضربا،
ثم يسحب أحدهما سكينا ويخدش بها وجهه.

47-داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-ليل

ليلى تجلس في زاويتها وهي تقرأ كتابا. فجأة ينفتح الباب.

من وجهة نظر ليلى P.O.V
يبرز حسن وسط الظلام وجرح السكين على خده. ينظر
إليها في شهوة. وهو يفك أزرار قميصه.

زاوية معكوسة لحسن
ينظر إلى ليلى التي يبدو عليها الرعب وهي تلتصق
بالحائط أكثر محاولة التراجع للخلف.

ثم يقذف الكتاب من بين يديها برجله بعيدا.

48-داخلي-منزل حسن/أمام باب غرفة النوم-ليل

الزاوية مسلطة على باب الغرفة من الخارج. من داخل الغرفة ينبعث صوت منخفض لبكاء ليلى.

49-داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-نهار

ليلى جالسة على الأرض في حالة إحباط شديدة. فجأة تدخل السعدية وهي تنظر إليها نظرات حادة.

السعدية
(بلهجة حادة)
سماع آآه، عندو يسحابلك غير تزوجتي بولدي حسن
صافي رجعتي مولات الدار وحنا الخدامين ديالك. إيوا
نوض من تما عمل حقك د الشغول.

ليلى تنظر إليها في ريبة. ثم تستعد للنهوض.

50-خارجي-حوش منزل حسن-نهار

ليلى تنظف الملابس. حيث تُخرج الملابس المتسخة من سلتها وتضعها في وعاء كبير من الماء والصابون.
فجأة يقع بين يدها السروال الذي كان يرتديه حسن ليلة أمس، تمعن النظر إليه فتجد عليه آثار المني.
فترميه بعيدا وتضع يديها على وجهها وتشرع في البكاء.

51-خارجي-طريق جبلي/ضواحي القرية-صباح باكر

السعدية وتتبعها ليلى تسيران بين الحقول، وتحملان على ظهرهما كومة من الأعشاب.
ثم تصادفان مجموعة من التلاميذ الصغار ببذلاتهم وحقائبهم. ليلى تظل تنظر إليهم طويلا.

52-داخلي-حظيرة البقر-صباح

ليلى تحمل دلوا صغيرا، كلما تحاول الاقتراب من البقرة تتراجع كلما أصدرت الأخيرة صوتا أو حركة ما.
تدخل السعدية.

السعدية
آرا ديك السطل آرا.

تأخذ الوعاء من ليلى. وتتجه نحو البقرة.

السعدية
والو ما فالحة حتى ف حاجة، ما عندنا فين نعولو
عليك، باقي خصك غير الراجل.

53-داخلي-منزل حسن/غرفة الجلوس-صباح

ليلى والسعدية جالستين على المائدة تتناولان الفطور.

السعدية
شوف، راه أنا مسكناك هنا فالدار ديالي غير
على وجه ولدي، ولكن ماتسناشي مني من
دابا نفوق نجيبلك ما تاكول...

ليلى تتوقف عن هضم الطعام الذي في فمها فجأة.


السعدية
(متابعة وهي تنظر إليها في إمعان)
الطرف د الخبز ديالك..صورو بذراعك.

54-فوتومونتاج

أ-خارجي-حوش منزل حسن – صباح باكر

ليلى تلتقط بعض البيض من عش الدجاج.

ب-خارجي- جوار منزل حسن-صباح باكر

ليلى تقطف بعض فاكهة المزاح من الشجرة وتضعها في وعاء صغير.

ج-خارجي-طريق جبلي-صباح

ليلى تسير في طريق جبلي وهي تحمل سلعتها.

د-خارجي-طريق سيارات جبلي-نهار

ليلى واقفة على جانب طريق السيارات. وتضع أمامها على الأرض دلو البيض ودلو فاكهة المزاح، وهي تتطلع إلى السيارات التي تمر أمامها.
سيارة يركب عليها زوجين تتوقف أمامها، يقولان لها شيئا فتمد لهم وعاء فاكهة المزاح، يمد لها الزوج ورقة نقدية من فئة 100 درهم ويشير بيده إليها كي تحتفظ بالباقي وينصرفان. فترتسم على ملامح ليلى علامات الرضا والسرور.

هـ-داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-ليل

ليلى تعد نقودها وفي هذه اللحظة يدخل حسن، يتقدم منها وهو يرمقها بنظرات غير مريحة، ينتزع منها المال بالقوة ثم يخرج. فيبدو عليها الحزن والإحباط وهي تسقط أرضا وترفع عينيها نحو النافذة.

ح -خارجي-القرية/أمام المقهى-ليل

أمام باب المقهى حسن يقف مع عبد الله وهو يسلمه المال. عبد الله يمسك بالمال ويتطلع إليه، ومن خلال تعبير الأخير يبدو أن المال غير كاف.

56-داخلي-منزل حسن/غرفة الجلوس-ليل

لقطة قريبة من شاشة التلفاز، حيث تظهر نادية في أحد البرامج.

نادية
(عبر التلفاز)
حين نقرأ الفصل 475 من القانون الجنائي الذي يعفي
 المُغتصب من عقوبة السجن إذا قبل بالزواج من ضحيته،
سنجد أن هذا القانون لا يحمل في مضمونه وفي طياته أية
حقوق للمرأة.

قبالة التلفاز تجلس السعدية وليلى، السعدية مستلقية وليلى قريبة من شاشة التلفاز تتابع البرنامج في اهتمام.

نادية O.S
(عبر التلفاز)
بل جاء فقط ليكرس للحالة القبلية الأولى حين كانت
 تلجأ الأسرة إلى ستر العيب وإصلاح ما تم إفساده
خوفا من الفضيحة، والتي جسدت مفهوم العار في
كائن المرأة. هذا القانون لم يأخذ في حسبانه أية
اعتبارات تخص المرأة، ولم يسائلها بأية نفسية
 سوف تستمر في العيش مع من اعتدى عليها
وانتهك عرضها

السعدية
(مخاطبة ليلى)
زولي علينا ديك المونيكة، طالقة شعرها وصابغة
وجهها وكالسة كاتفهم فالتلفزيون بلا حيا بلا حشمة..
النسا د آخر الزمان.

تمسك ليلى جهاز التحكم وتغير القناة، ثم تنهض مغادرة.

57-خارجي-جوار منزل حسن-صباح

صباح مشمس. ليلى تتطلع إلى شجرة تين وهي تمسك دلوها. ثم تضع الدلو على الأرض وتتسلق الشجرة. حين تبلغ المنتصف ينزلق رجلها وتسقط، فتصدر صرخة ألم قوية.


58-داخلي-منزل حسن/غرفة الجلوس-صباح

ليلى جالسة تبكي في ألم، وحنان تحاول تربت على كتفها وتحاول تهدئتها بلطف.
تتقدم السعدية

السعدية
وهاد الشي اللي كان باقي ناقص، كا سحابليك
أنا ناقصة، مالك ماترودشي البال نراسك مالك.

حنان
(ناهرة السعدية بأدب)
ماما ...

السعدية
آش غانعملوا معاها دابا ؟

حنان
خصا تمشي للطبيب، يدا مايكون غير
تهرس...

السعدية
آشمن طبيب، آشمن طبيب...


السعدية
(تلتفت إلى ليلى)
نوض نديك عند الحاج السي علي.

حنان تنظر إلى السعدية مندهشة..

السعدية
مالك كاتحنزز فيا انتي، عداد من الناس جبروا الشيفا
على يد السي علي، ماشي بحال ديك الطوبان اللي
كيخرجوا عليهوم بالبعلة د الدوايات والمشي والمجي
بلا فايدة.

59-خارجي-طريق جبلي-نهار

السعدية تلبس الحايك وتتبعها ليلى وهما تسيران في طريق جبلي.

60-داخلي-دار السي علي/قاعة الانتظار-نهار

داخل قاعة الانتظار تجلس ليلى والسعدية ضمن مجموعة من النسوة في انتظار أدوراهن. هناك باب ينفتح تخرج منه إحداهن فتدخل أخرى.

زاوية اختيار لطفلة يبدو على وجهها وعنقها مرض البرص.

زاوية اختيار أخرى لشابة لها عين حولاء.

ينفتح الباب تخرج منه  امرأة وهي تعرج. فتدفع السعدية ليلى من خصرها وتشير إليها بالدخول.

61-داخلي-غرفة السي علي-نهار

إضاءة خافتة. السي علي(60) يفترش الأرض بصوف الغنم في منتصف الغرفة.

ليلى تقترب منه وتجلس قبالته.
يمد لها يده، فتمد له يدها المُصابة، يشرع في تحسسها برفق.

من وجه نظر ليلى P.O.V
السي علي يبتسم ويرمقها بنظرات شهوانية

يطيل تحسس يدها. هي تحني عينيها والدموع تنغمر منهما في صمت.

ثم يعتدل في جلسته وهو يمسك معصمها بكلتا يديه، ويرجه رجة قوية، فتطلق هي صرخة عالية من شدة الألم.

62-داخلي-غرفة السي علي-نهار

السي علي يضمد يد ليلى،

حين ينتهي يمد يده إلى وجهها ويشرع في تحسسه وهي تحاول الابتعاد قدر المستطاع. فجأة ينقض عليها وهو يحاول تقبيلها، فتطلق صرخة مدوية وتركض في اتجاه الباب..

63-داخلي-دار السي علي/غرفة الانتظار-نهار

ليلى تفتح الباب وتخرج مذعورة من غرفة السي علي، فيقف الناس مندهشين منها...

السي علي يخرج من الباب بدوره راكضا،

السي علي
(يضحك في ارتباك وهو يحاول تهدئة الوضع)
مسكينة تخلعات مني، آجي آ بنتي ماتخفيش، آجي بحال
باباك...

ليلى ترتعش من الرعب، وهي ترمقه وتهز رأسها نفيا، ثم تشرع في البكاء
السعدية
(تهمس في أذنها)
سكتي شوهتي بينا، الله يعطيك اللقوة.

السعدية
(تضيف)
يالاه بحالنا..

تنهضان وتغادران.

64-خارجي-القرية – نهار

ليلى ترتدي ثوبا أبيض، مربوطة من يديها ومن رجلها في جذع شجرة، الدماء تلطخ ثوبها ووجهها،

أطفال القرية يرشقونها بالحجارة ثم يفرون راكضين.
تبدو منهكة وهي تفتح عينيها وترفع رأسها في صعوبة..
يظهر أمامها حسن والسي علي وهما يضحكان عليها، ثم تظهر فطيمة وهي تضحك بدورها.

65-داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-صباح

تستيقظ ليلى من النوم و تقفز من فراشها وهي تصرخ في ذعر بسبب الحلم. تسترجع أنفاسها قليلا، تتغرغر عيناها بالدموع، ثم تشرع في البكاء وهي تضع رأسها فوق ركبتيها في إحباط.
66-داخلي- منزل حسن/غرفة النوم-نهار

ينفتح الباب فتدخل حنان وهي تحمل صينية طعام، تضعها أمام ليلى وهي تنظر إليها في عطف.

حنان
كيف بقيتي شوية ؟

ليلى تهز رأسها إيجابا. حنان تأخذ نفسا عميقا ثم تجلس جانبها

حنان
أنا عارفة باللي العيش هنا جاتك صعيبة،
ولكن آش غاتعمل ؟ خصك تولف، هذا
المكتاب وخصك ترضى بيه...
 
حنان
(وهي تشرد بذهنها)
شحال هادي كان البا تزوج على ماما، بواحد البنت قدك،
وجابا تسكون معانا، أنا وماما كنا كانعسوا فبيت واحد،
وهوما فالبيت اللي قدامنا، فالليل... كنا كانسمعوا الصوت
 ديالهم، ملي كنت كانشوف فالوالدة كانت كاتقولي: المرا
إذا بغات تعيش خصا تكون صبارة وترضى بالمُكتاب ديالا.

ثم تلتفت إلى ليلى وتبتسم ابتسامة خفيفة.

67- خارجي-طريق السيارات الجبلي-نهار

ليلى تقف على جانب الطريق بثياب رثة، ويدها مضمدة ومعلقة إلى عنقها، وأمامها على الأرض تضع دلوين فيهما فاكهة التين. وهي تتطلع إلى السيارات التي تمر أمامها.



68-داخلي-سيارة فاطمة الزهراء-نهار
فاطمة الزهرة تقود سيارتها في طريق سيارات تحيط به غابات الصنوبر.

من وجهة نظر فاطمة الزهراء P.O.V
تلمح ليلى خلف الزجاج الأمامي وهي واقفة
على جانب الطريق.

فيبدو عليها التساؤل والحيرة.

69-خارجي-طريق السيارات الجبلي-نهار

لقطة من أعلى كتف لليلى وهي تنظر إلى سيارة تقف أمامها. ينفتح زجاج النافذة فتظهر فاطمة الزهراء، تفتح الباب وتنادي على ليلى برأسها. فتتجه ليلى إليها وتصعد السيارة.

70-داخلي-داخل السيارة-نهار

ليلى تصعد السيارة وتجلس جانب فاطمة الزهراء التي تنظر إليها في استغراب وحيرة.

فاطمة الزهراء
(في فضول شديد)
ليلى ؟ شكاتعمل هنا ؟ وآش هاد الحالة
اللي فيها ؟

ليلى تخفض رأسها.
تمد فاطمة الزهراء يدها إلى وجه ليلي كي تنظر إليه.
تتغرغر عينا ليلى بالدموع. ثم تنهار فجأة بالبكاء وهي ترتمي في حضن فاطمة الزهراء.

71-خارجي-طريق السيارات الجبلي-نهار

سيارة فاطمة الزهراء واقفة في الطريق أمام دلوي ليلى.


72-داخلي-داخل سيارة-نهار

ليلى تمسح دموعها وهي تأخذ شهيقا متسارعا، فاطمة الزهرة تنظر إليها في حزن وشفقة، ثم تربت على كتفها...

فاطمة الزهراء
صافي ماتبكيش، مسحي دموعك،
كل حاجة عندها حل...

ليلى
(بصوت باك)
مابقيتشي قادرة نعيش آ الأستاذة، صافي،
حاسة براسي ساليت من هاد الدنيا، حتى واحد
مابقا قابلني، كلشي كيستغلني...

فاطمة الزهراء تسحب ورقة وقلم، وتدون شيئا فيها شيئا، ثم تعطيها لليلى...

فاطمة الزهراء
شوف هاك هاد النمرة، ملي تلقاي الفرصة عيطي عليها،
هدري مع دوك الناس يقدروا يساعدوك، حكي ليهم
القصة ديالك كاملة، وعاودي ليهم كلشي ماتحشميش
من حتى حاجة ...

ليلى تمسك الورقة وتتطلع فيها، ثم تتعانقان بحرارة، وتنزل من السيارة.

73-خارجي-تل جبلي يطل على الطريق-نهار

منظر بعيد.
ليلى وهي تخرج من السيارة، فتنطلق الأخيرة مبتعدة.

لقطة قريبة من وجه حسن ويبدو عليه الغضب وعدم الارتياح.

74-خارجي-طريق السيارات الجبلي-نهار

حسن يتقدم من ليلى وعلى وجهه ارتسمت علامات الغضب. تلمحه هي فترتبك وهي تنظر إليه في خوف.

حسن
(في غضب)
مع من كنتِ راكبة ؟

ليلى
(وهي تتراجع إلى الوراء في خوف)
حتى مع واحد ...

يلمح في يدها الورقة، ينتزعها من بقوة، يتطلع إليها...

لقطة قريبة من رقم هاتف مدوَّن على الورقة.

حسن
(يرفع كفه إلى السماء)
كاتسلكط آ ال...

ويهوي على وجهها بصفعة قوية تجعلها تسقط أرضا. فيتلفت حوله ثم يحمل عصا ويشرع في ضربها وهي تصرخ مستنجدة.

75-خارجي-القرية-نهار

حسن يقود ليلى وسط حشود من أهل القرية، يدفعها من كتفها فتسقط أرضا ثم يهوي عليها بضربتين بالعصا ثم يرغمها على الوقوف ويدفعها لتسير أمامه وهي تعرج.

حسن
خليناك تمشي تخدم على راسك زدقتي
كاتمشي التسلكط، سحابلك راسك بلا
راجل اللي يربيك..

ثم يعقب كلامه بضربة أخرى بالعصا

زاوية اختيار لامرأة وهي تضع يدها على فمها في اندهاش...

زاوية اختيار أخرى لنسرين، وهي تراقب ليلى في حزن وشفقة شديدين.

76-داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-نهار

ينفتح الباب فتندفع ليلى إلى الداخل وتسقط أرضا، ثم يدخل وراءها حسن وهو يحمل العصا.

حسن
من دابا لفوق والله لا عودتي شوفتي
الضاو د الزنقا كيف عامل...

ثم يصعق عليها الباب عليها ويقفلها بالمفتاح.

77-داخلي-المقهى-ليل

حسن يمسك بالورقة التي انتزعها من يد ليلى، وهو ينقل أرقامها في هاتفه المحمول ثم يضعه في أذنه.

78-داخلي-منزل نادية-ليل

رشيد يجلس رفقة طفلة في الثامنة على طاولة وهو يراجع معها دروسها. ثم يرن هاتف محمول يوجد بالقرب منه.

صوت نادية O.S
رشيد، شوف شكون عافاك،
راني مشغولة.

يمسك رشيد ويضعه في أذنه..

رشيد
آلو..آلو..

لا أحد يرد. فيضع الهاتف جانبا وهو يرفع حاجبيه مستعجبا ثم يواصل مراجعة الدروس مع ابنته.

79-داخلي-المقهى-ليل

يبدو على وجه حسن الامتعاض الشديد وهو يبعد الهاتف المحمول عن أذنه

حسن
(متمتما)
بنت الكلاب.

80-داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-ليل

ليلى تزحف على جسدها متجهة نحو الباب. ثم تشرع في الضرب عليه...

ليلى
(صارخة بصوت باك)
فتحولي الباب..خليوني نمشي فحالي.. قولولو
يطلقني..خليوني نمشي فحالي...

81-داخلي-منزل حسن/غرفة الجلوس-ليل

حنان والسعدية جالستين قبالة التلفاز. لا تبدو أية مبالاة على السعدية، فيما يبدو القلق على حنان. وصوت الطرقات ينبعث من غرفة النوم.



صوت ليلى O.S
(وهي تبكي)
طلقوني..خليوني نمشي فحالي...

حنان تنظر إلى الباب ثم تلتفت إلى السعدية

حنان
لإمتا غاتبقا محبوسة تما ؟

السعدية
(في لا مبالاة ودون أن تحرك عينيها عن التلفاز)
حتى تربا..وتعرف القيمة د الرجال.

حنان تنفخ في غيض وهي تهز رأسها في استياء.

82-داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-ليل

تطرق ليلى على الباب بعض الطرقات الأخيرة على الباب في يأس. ثم تبدأ في البكاء وهي تدير ظهرها وتلتصق في الباب. تزحف مجددا إلى داخل الغرفة، تسحب دفترا وقلما وتشرع في الكتابة.

83-خارجي-ساحة الثانوية-صباح

التلاميذ منتشرون في الساحة. فاطمة الزهراء تتقدم داخل الإطار. ثم تقترب منها نسرين مسرعة

نسرين
الأستاذة..

فاطمة الزهراء
أهلا، آجي عليك كنت كانقلب، قولي علاش
كذبتي عليا ؟
نسرين
ماشي وقتو دابا الأستاذة..

فاطمة الزهراء
(في فضول)
ياك لاباس ...

نسرين
ليلى

فاطمة الزهراء
(في فضول أكثر)
مالها ؟

84-داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-نهار

ليلة مستلقية في الأرض تكتب في دفترها. نسمع صوت الباب ينفتح فتخبأ الدفتر بسرعة تحت فراش الأرض. تدخل حنان وفي يدها صينية طعام تضعها أمامها وهي تبتسم في لطف ثم تنصرف.

85-داخلي-سيارة نادية-نهار

السيارة واقفة في أحد الشوارع. فاطمة الزهراء ونادية داخلها.

نادية
هاد الهدرة اللي وصلاتك إذا كانت صحيحة، غادي
نساعدوها باش ترفع عليه دعوى بتهمة الضرب
والجرح والاعتداء الجسدي و اللفظي أمام الناس،
ساعة غادي يسهل عليها الحصول على الطلاق،
من بعد يمكن لها تكمل حياتها وترجع لقرايتها...


فاطمة الزهراء
إذن خصنا نبلغوا عليها السلطات فورا..

نادية تطلق ابتسامة ساخرة...

فاطمة الزهراء
مالك ؟
نادية
صاحبتي، ديك الشي كيدي الوقت، وانتي
عارفاني ماكيعجبنيش نضيع الوقت..

فاطمة الزهراء
وشنو المعمول ؟
نادية
غادي نهربها بيدي، ساعة نديها نالسلطات
باش المشكل يتحل فورا.

فاطمة الزهراء
غاتعرض راسك للمخاطرة، إذا طحتي فاليد داك
الراجل يمكن يديرلك بحالا وكتر...

نادية
ماكاين لا مخاطرة لا والو، وزيدون علاش حنا مأسسين
 جمعية ؟ باش ناضلوا من أجل المرأة، وهذا هو النضال
د بصح، بالفعل ماشي غير بالهدرة اللي كاتعاود خمسين
مرة فاللقاءات والندوات..

نادية
(مضيفة)
ديك صاحبتها اللي هدرتيلي عليها
غانحتاجها..هي اللي غاتساعدني..

86-خارجي-القرية-نهار

حنان تسير في القرية. تقابلها نسرين، تلقي عليها التحية ثم تصافحها. وخلال المصافحة تدس في يدها ورقة، ثم تتكلم معها قليلا، وتتابع كل واحدة منهما طريقها.

87-داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-نهار

ليلى تتطلع إلى الورقة، ثم تتطلع إلى النافذة وترتسم على وجهها علامات الارتياح.

88-خارجي-جوار منزل حسن-نهار

سيارة نادية تقف جوار منزل حسن.

89-داخلي-سيارة نادية-نهار

نسرين ونادية داخل السيارة...

نادية
عاقلة على الخطة مزيان ؟

نسرين تهز رأسها إيجابا.

نادية
نتمناو أنها تكون ماتقصحاتش من رجلها ملي كان
كيضربها، ساعة مشكلة حيت ماغاتقدرش تجري..
وديك الشي حنا خصنا نفذوه بسرعة..يالاه تحركي..

نسرين تفتح باب السيارة وتخرج.

90-داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-نهار

ليلى جالسة في غرفتها تراجع دفترها. فجأة نسمع صوت حجارة يرتطم بزجاج النافذة. تنظر ليلى إلى النافذة ثم تسحب عكازا أمامها تستند إليه كي يساعدها على الوقوف. تخبئ الدفتر تحت ملابسها ثم تتجه نحو الباب بمساعدة العكاز وهي تعرج. تصل أمام الباب. تأخذ نفسا عميقا كأنها تسترجع قواها. ثم تشرع في الطرق عليه.

91-داخلي-منزل حسن/غرفة الجلوس-نهار

السعدية تشاهد حفلة موسيقية على التلفاز، وحينها نسمع صوت طرقات على الباب ينبعث من غرفة النوم.

السعدية
آش كاين ؟

صوت ليلى V.O
خصني نمشي نالطواليط..

السعدية
طلقيهوم تما.

تتقدم حنان..

حنان
ماما الله يهديك..خلي البنت تمشي
تقضي حاجتها...

لقطة انتقالية للسعدية وهي تتجه نحو باب الغرفة. تفتحه بالمفتاح فتخرج ليلى وهي تستند إلى عكازها، ثم تتجه نحو الخارج وهي تعرج، فيما تعود السعدية إلى مكانها.

حنان تلتقط جهاز التحكم وترفع صوت التلفاز

92-خارجي-حوش منزل حسن-نهار

لقطة انتقالية لليلى وهي تسير في الحوش تجاه الباب بمساعدة العكاز وهي تعرج، وتحاول أن تزيد من سرعة خطواتها وهي تلتفت وراءها في حذر. تصل إلى الباب الخارجي وتفتحه في حذر.

93-خارجي-أمام منزل حسن-نهار

منظر بعيد.
سيارة نادية تقف على بعد أمتار من منزل حسن. ليلى تخرج من الباب وتتجه نحوها بمساعدة عكازها. نسرين تخرج من السيارة وهي تلوح لها بيدها للاستمرار في التقدم. حين تبلغ ليلى نصف الطريق تتوقف.

لقطة قريبة من وجهها الذي يتغير نحو الارتباك والخوف فجأة.

من وجهة نظر ليلى P.O.V
من بعيد ترى حسن وهو قادم في اتجاهها ويحمل في
يده عصا.

نسرين تشير إليها بيدها وتلح عليها لمواصلة تقدمها. نادية لا تتوقف عن إصدار الصوت بسيارتها كي تواصل تقدمها. وحسن يقترب أكثر. يزداد الارتباك والقلق والخوف على ملامح ليلى. ثم تسحب دفترها وترميه في اتجاه السيارة دون أن تتقدم. فيما تواصل نسرين ونادية دعوتها على التقدم إلى أن يقترب منها حسن، حين يقترب منها تحاول هي التراجع للوراء خوفا، فيضربها ضربة على كتفها فتسقط أرضا.

نسرين تلتقط الدفتر الذي رمته لها ليلى وتصعد السيارة فتنطلق الأخيرة مبتعدة.

94-داخلي-منزل حسن/ أمام باب غرفة النوم-نهار

من خارج غرفة النوم ينبعث صوت صراخ ليلى الناتج عن الألم وصوت العصا الذي يهوي على جسدها.

95-داخلي-منزل حسن/غرفة النوم-نهار

ليلى مغمى عليها وهي مستلقية على الأرض. وتبدو عليها آثار الضرب والجرح.
فجأة تفتح عينيها بصعوبة وهي تستعيد وعيها.

من وجهة نظر  ليلى P.O.V
جثة الفأر مستلقية أمام صحن السم.

ليلى تزحف بجسدها ببطء في اتجاه صحن السم وتمسكه.

96-خارجي-أمام منزل حسن-نهار

أمام باب المنزل تقف سيارتا الإسعاف والدرك وأهل القرية متجمهرون حولهما.

لقطة انتقالية لدركيان وهما يقتادان حسن من باب منزله إلى سيارة الدرك.
لقطة انتقالية أخرى لرجال الإسعاف وهما يخرجون جثة ملفوفة بثوب أبيض من المنزل ويتجهون بها نحو سيارتهم

97-خارجي-أمام باب منزل ليلى-نهار

لقطة فوق الكتف لدركي، وهو يقف مقابل أسية على عتبة منزلها. أسية تشهق في رعب.

أسية
(تنهار باكية)
بنتي..بنتي...

وتسقط أرضا منهارة.

98-داخلي-قاعة ندوات – نهار

صور ليلى معلقة في كل مكان. القاعة تعج بالحضور وبالصحفيين.

زاوية اختيار لفاطمة الزهراء تجلس ضمن الصحفيين وعيناها مغرورقتان بالدموع.
نادية تجلس فوق المنصة وهي تلقي كلمتها ...

نادية
لقد رحلت عنا  فتاة بعمر الزهور، بعد أن تناولت
 جرعة من سم الفئران لتلقى مصرعها في الحين،
هل تعلمون، بسبب قهر القانون والمجتمع وبسبب لامبالاة
المهتمين، رحلت عن دنيانا تاركة لنا مذكراتها التي
خطتها في عمق معاناتها وآلامها، لتكون بذلك صرخة
احتجاج واستنكار ضد التخلف والظلم والقهر والرجعية..
هذا ما قالته لنا ليلى...

نادية تمسك دفتر ليلى

نادية
(تتلو من الدفتر)
أنا لست إنسان..بالأحرى أنا نصف إنسان.. أتمتع بجسم
الإنسان نعم.. لكني لا أتمتع بباقي مقومات الإنسان..
لا أملك الحرية في الاختيار أو في التعبير أو حتى في
الصراخ..أنا نصف إنسان..حتى الرجال الذين كانوا
يطرقون باب منزلنا لم يروا في غير قطعة لحم لذيذة
يتنافسون عليها كالكلاب، لا أحد فيهم نظر إلى
أفكاري أو مشاعري، أنا نصف إنسان، حتى
القانون الذي ضننت أنه يضمن لي صفة الإنسان
خاب ضني فيه حين كافأ من اغتصبني وهتك
عرضي بجسدي، فأعطاه الحق والشرعية كي
يكمل ما بدأه معي وضمن له الاستمرار في
تحطيم ذاتي مدى الحياة..أنا لست إنسان.

لقطة قريبة من صورة ليلى..

نادية V.O
(تعقب)
بهذه الكلمات-سيداتي سادتي- خاطبت ليلى
ضمائركم.

اختفاء تدريجي للصورة



 
  سيناريو: معاد محال (2013-04-04)
Partager

تعليقات:
محمد /هولاندا 2016-03-07
سيناريو رائع نتمنى لكم التوفيق والمزيد من العطاء. تحياتي
البريد الإلكتروني : samo883@hotmail.com

عبد الحكيم /المغرب 2014-07-26
يستحق التمثيل.
البريد الإلكتروني : Abdlhakim0001@gmail.com

رقية العاريف /المغرب 2014-01-29
تلك الدموع التي تفيض من عيناي و دقات قلبي المتسارعة وتلك الرعشة التي تعم اجزاء جسدي كلها تقول انه سيناريو اكثر من ممتاز - لا يهم اني علقت في وقت متاخر و لكن الاهم ان دوي صراخ الكلمات لا زال قائما بعفوية مستباحة في مجتمع ظالم لنفسه و ان كانت ارق الكائنات مظلومة فالى متى يستمر العذاب و الى اين المصير
البريد الإلكتروني : elarif.rokia@gmail.fr

جمال مرواني /المغرب 2013-05-04
عمل جيد حبذا لو كنا في مجتمع ودولة يعرفان قيمة الإبداع
البريد الإلكتروني : jamalmarwani@hotmail.com

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

سيناريو:

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia