عن دار توبقال للنشر بالدار البيضاء، صدرت مؤخرا للكاتب المغربي المهدي أخريف كتاب نثري بعنوان: "بالنوم أو بدونه"، يقع الكتاب في 60 صفحة من الحجم المتوسط، تتصدر غلافه لوحة تشكيلية للفنان فاسيلي كاندينسكي. يضم الكتاب 9 نصوص نثرية: "بإلحاح من السارد"، "يا بعر الآرام"، "هل غادر الشعراء؟!"، "تعقيب مؤقت"، "أوصيك بالنعاس"، "النعاس الشامل"، "في غرفة نسيم"، "نعاسي"، "يوم مثالي في حياة شاعر معاصر".
وقد جاء في ظهر الغلاف مقتطف من نص النعاس الشامل:«... لقد تعلَّمْتُ بفضل تمارين بسيطة ومعقّدة على مدى عقود ممارسة عادة القراءة وحتى الكتابة وأنا نائم. بوسعي قراءة صفحات بكاملها مِنْ كُتُب أقوم بتحضير محتوياتها على نحو ما تُحضّرُ الأرواح. وبوسعي أيضاً تمديدُ أحلامي وتقصيرها أو تحويلها إلى كوابيس شيقة أو بالعكس تحويل الكوابيس المزعجة إلى أحلام لطيفة.
ولكن الأهمَّ هو أن في مقدوري اليوم تدوينَ ما أرغَب في تدوينه مِنْها حتى وأنا نصفُ مستيقظ بواسطة قلم حِبْر شبه سِحْري مُصمَّم خصّيصاً بمدينة برلين أهدانيه صديقي المهندس المعماري وحيد منتصر.
والحقَّ أقولُ
أنَّني نجحتُ في تطوير أساليب تَنْواماتي على نَحْوٍ ما كان للفقيه الليموني حتى أن يحلم به، بحيث صار بإمكاني مواصلة النوم العَمْدي القَصْدي بالإفاقة أو بنصفها أو حتى بدونها لمدة أيام وأيام ضارباً بعقارب الزمن الخارجي عرض الحائط، وذلك بفضل أسلحتي السرية التي أسْمَيْتُها بعد طول تفكير وتدبير: "أسلحة النعاس الشامل".»
والمبدع المغربي المهدي أخريف، شاعر ومترجم من مدينة أصيلة، شارك في مؤتمرات ومهرجانات أدبية شتى في العالم العربي وأوربا وأمريكا اللاتينية، ترجمت بعض أشعاره وكتاباته النثرية إلى لغات كثيرة منها: الألمانية، الاسبانية، الانجليزية، الايطالية، الفرنسية، اليونانية، الهولندية، البرتغالية وغيرها. أُنجزت دراسات وأطاريح اكاديمية عديدة حول أعماله داخل المغرب و خارجه. حاصل على عدة جوائز أدبية من أبرزها: جائزة الصداقة الأدبية المغربية الكولومبية من جامعة خابريان بوغونا، 2001، جائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي، مؤسسة منتدى أصيلة،2011. صدر له لحد الساعة 35 عملا أدبيا في الشعر والترجمة والنثر من أبرزهم: "عشق بدائي" (شعر) سنة 1979، "ترانيم لتسلية البحر" (شعر) سنة 1992، "ضوضاء نبش في حواشي الفجر" (شعر) سنة 1998، "اللهب المزدوج، أوكتافيو باث" (ترجمة) سنة 1998، "حديث ومغزل" (نثر) سنة 2000، "في الثلث الخالي من البياض" (شعر) سنة 2002، "بديع الرماد" (ترجمة) سنة 2004، "كتاب البرد، أنطونيو غامونيدا" (ترجمة) سنة 2005، "قصائد ألبارو دي كامبوس" (ترجمة) سنة 2007، "محض قناع" (شعر) سنة 2009، "أشياء موضوعة لتجف تحت الشمس للشاعر الاسباني لويس مونيوس" (ترجمة) سنة 2010، "المدينة السعيدة: بالاشتراك مع المهندس المعماري عبد الواحد منتصر" (نثر) سنة 2012، "لا أحد اليوم ولا سبت" (شعر) سنة 2012.