-1-
أَنْتَ مَدينَتي يا بَحْرُ،
أَنْتَ سَماؤها المُخَرْبَشَةُ بِالنّوارِس،
و أَنْتَ حِشَْمَةُ أَزِقّتِها و العَرائِسْ،
أَنْتَ مَدْرَسَتي و مناي يا بَحْرُ !
-2-
أَنْتِ مَدينَتي يا طَنْجَة،
بِعَيْنَيْكِ أَنامُ مَوْجَة،
و أَحْلُمُ بِالرّيحِ و بخطر الطريق،
و بِقارِبِ رَبّةِ الحُبِّ و الرّحيق.
-3-
أَنْتِ أَقْلامي و دَفاتِري
أَنْتِ فاتِنَتي بِحَوْمَةِ المُصَلّى،
أَنْتِ جَوْهَرَةَ و مُنى الغُرَباءْ،
و "طَبْلِِيَتي" المَدْرَسِيّة الزّرْقاءْ.
-4-
أَنْتِ كُنْتِ أَوّلَ مَن عَشِقْتُ،
أَوّلَ قَصيدَة حَفظْتُ،
و أول عَروسَةُ لِلْغُروبْ،
و ساحِرٌ بِقَلْبي لَعوبْ.
-5-
بِبَحْرِكِ جَرَّبْتُ السِّباحَة،
جَرّبْتُ إِنْشاءَ أَشْرِعَةَ القراءة،
فَكانَتْ بِدايَةً لِلرّحيلْ،
بِدايَةً لِحُزْنِ النَّخيلْ.
-6-
و أَنْتِ بِمناديلِكِ االجَبَلِيّة الحَمْراء،
و بِأَشْجارِ عَرْعَرِكِ و مِسْكِ لَيْلِكِ،
أَنْتِ صَدى رَيْحانِك،
و ضَوْضاءَ أَزِقَّتِكِ السَّمْراء.
-7-
دُلّيني إِذَنْ عَلى سُبُلِ الطَّريقْ !
فَأَيْنَما خَطَوْتُ فَثَمَّة صدى للحَريقْ،
تَعَدّدَتْ سُبُل الهِجْرَة و ما مِن رَفيقَة،
تَعَدّدَت سُبُل الحَنينِ و ما مِن حَديقَة.
-8-
ألآنَ أَعودُ يا طَنْجَتي إِلَيْكِ،
و قَدْ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ مِنّي شيبا،
أَلآنَ يُزَوِّجُني القَدَرُ إِلَيْك،ِ
بِروحَيْكِ أَحْيا و أَموتُ طيبا.