هو من مواليد مدينة الإسكندرية سنة 1963،حاصل على ليسانس من جامعة القاهرة في الحقوق.ولما تخرج منها اشتغل لفترة في رحاب المحاماة ،غير أن ميله الفاضح للفن دفعه إلى الالتحاق بأكاديمية الفنون ليدرس التمثيل،ومنها نال دبلوما في الإخراج،حيث أهله ذلك للعمل في الإخراج التلفزيوني .
ولكن في المسرح ،وعلى خشبته تألق وأبان عن موهبة فذة،مكنته من نيل العديد من الجوائز خاصة في سنتي 1991و1992.
عزيزي القارئ.لعلك قد بدأت في تفكيك هذه الإشارات ووصلت إلى هوية صاحبنا.ولعل بعضا منك لم يفلح في ذلك.
لذلك،فلا مندوحة لي من نثر بعض المعلومات الإضافية عنه. قدم والسينما مجموعة من الأعمال التلفزية والسينمائية.
-الفاجومي
-السفاح
-العيال هربت
-كارت احمر
مهمة صعبة
خاتم سليمان
أم كلثوم
وزيادة في التأكيد ،فقد أدى الرجل دور حاتم رشيد ،الشاذ الجنسي ،والصحفي اللامع ،سليل أسرة ثرية ،الذي يخرج ليلا للبحث عن صيد ثمين يقيه احتياجه الجنسي .لكن نهايته كانت مأساوية .
عزيزي القارئ.لاشك انك تعرفت عليه.انه الفنان المصري الشهري خالد الصاوي ،صاحب العديد من الأدوار في التلفزيون والسينما والمسرح.كما لفناننا مواهب متعددة في مجال الكتابة المسرحية والشعرية والقصصية .
انه مؤلف ديوان نبي بلا أتباع ،الذي حقق نجاحا باهرا في الوسط الأدبي المصري .والدليل على ذلك احتفاء مجموعة من النقاد به.وفضلا عن انشغالاته النية للرجل اهتمامات سياسية تمثلت في انخراطه في حركة كفاية التي عارضت بشدة سياسات الحزب الوطني الحاكم إبان حكم حسني مبارك ،إذ رفعت شعار لا للتجديد،لا للتوريث.
هذا،وقد انخرط في هذه الحركة كثير من الأدباء اللامعين كعلاء الأسواني مؤلف رواية شيكاجو والشاعر الهجاء عبد الرحمان يوسف،لأنهم أدركوا بتجربتهم وفطنتهم مخططات مبارك ومعاونيه وشلته المقربة.
وخلافا لتوقعاتهم ،تحوطت رياح التغيير ارض الكنانة،ليخرج الناس بكل تلقائية الى الشوارع،مطالبين بالتغيير ،وإسقاط النظام الفاسد الذي جثم على صدورهم ثلاثة عقود من الزمن،فخرج خالد الصاوي مع المتظاهرين ،مرددا معهم شعار ارحل ،وليقسط النظام الفاسد والقمعي،غير فزع من الرصاص الحي ولا القنابل المسيلة للدموع ،ولا عصي الأمن المركزي،ورابط مع الناس في الساحات إلى حدود تنحي مبارك ولشدة تعلقه بالناس وبالثورة التاريخية كتب قصيدة واكبت التحول ،دعا فيها مبارك إلى التنحي ،لأنه اختزل مصر في شخصه فكان من الطبيعي إن يعم الفساد والقمع والتنكيل بالناس وتكميم أفواههم
ثلاثين سنة يا شيخ حرام
شكلك قديم
لأ والأكادة إنك حترحل بعد عمر.. طويل.. طويل
وتسيبلنا الواد الثقيل
يلعب في باقي عمرنا
شوف الدماغ بنت الحرام
يا شيخ حرام
الثورة بكرة يا سيدنا فوق
ده بكرة تحت حيبقى فوق
واللي اتفحت من نور جنابك عمره كله واتخنق
من حسن حظه يجيله يوم.. منك يفوق
بتلوم عليا طول لساني؟
لوم عليك طولة إيديك
مطرح ما اقول ألقى القلم
ومنين ما أروح.. متقفلة
الشاب عجّز من زمن
وبلدنا سقطت مرحلة
انت اللي فاهم كل دبة وحلها
وانت اللي عارف إيه الحلال وإيه الحرام
وانت اللي أطول مالجميع
وانت اللي أحكم من حكم
وانت الحكم، وانت العَدَل
وانت الهرم، وانت الصنم
وانت الحقيقة المزمنة
وما خفي فيك.. ما أعظمه!
إسكندر المقدوني بس طراز جديد
جثمان حديد
فؤاد جليد
وعقل أغرب مالخيال
وحق عشرتنا الطويلة يا شيخ بقى
إخلع بقى
فرصة المطار فاضي ومالطة مريَّحة
والشغل مش على ودنه لسه يا عرب
ده الجاي لوز عالناس، وعلقم عالردي
لون الحياة يرجع فَروزي
والناس مزاجها زمردي
واديني يد على يدي
والنعمة تكفي.. ونكتفي
بس اختفي
خالد الصاوي وبكل بساطة نموذج للفنان والأديب العربي الملتزم بقضايا وطنه وأمته العربية لا يتردد في الدفاع عنه وعنها بقلمه وبآرائه وبروحه فما أحوجنا إلى عينة من المثقفين من مثله في وقت اندثر دور المثقف في وطننا العربي وأصبحنا نحن إلى سنوات الستينات والسبعينات ،إذ كان المثقف في خضم القضايا المصيرية للوطن ،يحللها ويناقشها ويبدي رأيه فيها.