الرئيسيةإبداعأضغاث

أضغاث

سمع صراخاعاليا. صوت يعرفه و يقربه جيدا. كان الصراخ حادا.نهض من فراشه مفزوعا و فتح باب غرفته فرأى أباه ملقى على الأرض و فاقدالوعي.هرع اليه بخوف شديد ليوقظه لكنه اكتشف أن أباه جثة هامدة بعينين مفتوحتين و الدم من حوله. فقد قتل بطعنة سكين من الخلف. ضمه الى صدره و صرخ من شدة الصدمة.

لم يصدق ما يرى أمامه أمات فعلا؟كيف دلك و مادا حدث؟ارتعش و اصفر وجهه ونبض قلبه، وراح هنا و هناك يطرق غرف اخوته لكن لا أحد يجيب.أخد الهاتف ليتصل فكان الخط مقطوعا.ضرب هاتفه مع الحائط و خرج مسرعا من البيت بملابس نومه من دون تفكير. فالى أين هو ذاهب و الناس نيام؟ظلام حالك و برد قارس يقتحمان الأزقة و هو غير مدرك بما يحدث..

و فجأة و على بعد خطوات قليلة خطاها،رأى جثة أبيه ثانية أمامه ممدوة وسط الطريق.توقف و زاد خوفه كيف ترك الجثة في البيت و الان رآها أمامه على الطريق.شيئ لا يصدقه العقل.مستحيل !!!انتابه دعر و هلع شديدين و كأنه يلعب دورا في فيلم رعب. شعر بدوار و غثيان و لم يقو ى على النطق بكلمة.

هو وحده في طريق مظلم به مصباح ضئيل يرافقه أينما دهب.لا يوجد مارة و لا سكان و لا مخبأ.طريق طويل لا نهاية له.اقترب من الجثة بكثير من الذهول و الحذر.هي بالفعل جثة أبيه لكن هده المرة من دون طعنة سكين.حاول أن يقول شيئا فلم يستطع. قلبه و تفحصه ولا أثر لدم و لا لسكين و كانت عيناه مسدودتين أيضا مما زاد دواره و زاد معه نبض قلبه. أيعيش كابوسا حقيقيا؟.ما الذي يحدث له؟.التفت يمينا و شمالا و بحث عن أناس و ما من منقذ. فالشارع كله عبارة عن خلاء مقفر.ترك الجثة على الارض و جرى في الطريق المظلم الطويل لعله يجد نورا يوقظه من هدا الكابوس المزعج.

.توقف لحظة ليشد أنفاسه.تحت دلك المصباح الضئيل الذي ينير الطريق قليلا بدا له خيال انسان.و أخيرا ظهر شخصا لينقده من جحيمه و لياخد بيده في محنته.اتجه الى دلك المنقذ .ونادى بأعلى صوته “سيدي.مساعدتك،سيدي” لكن الشخص لا يسمعه و كأنه في عالم اخر.اقترب من الخيال شيئا فشيئا و كله أمل في ان يكلم انسانا يسنده و يسعفه.تبينت ملامح الشخص الواقف فوجد نفسه أمام ابيه يبتسم له.صرخ بأعلى صوته و سقط أرضا يرتجف من شدة الرعب.شلت حركته.مد له أبوه يداه لينهض.حاول الامساك بها لكن دون جدوى و أحس كأنه يسقط في بئر عميق لا يتنفس..

استيقظ على قول كلام غير مفهوم و فتح عيناه.وجد زوجته بجانبه توقظه بخوف. يتصبب عرقا.حينها كانت الساعة الثالثة صباحا ناولته زوجته كوب ماء و قالت بانزعاج :”ياك قتلك ماتعشاش بالكرعين يتقلو عليك و يجيك بوغطاط، خلعتيني”. أجابها بتقطع و بدعر:” أعود بالله من الشيطان الرجيم، حقا انه كابوسا خبيث”.شد أنفاسه بضع لحظات و تشجع و توضا و صلى ركعتين ليلا و دعا لأبيه بالرحمة و دخوله الجنة.

 

غزلان يقوتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *