الرئيسيةإبداعغير آجي وْ دوخ

غير آجي وْ دوخ

كل يوم يمتهن حميدة حرفة جديدة .. فهو صباغ وبناء وكهربائي وبلومبيي وبائع متجول ونقال … سبع صنايع والرزق ضايع .. استهوته حملة المقاطعة لبعض المنتوجات الاستهلاكية … بدا له جميلا أن يقاطع الانسان منتوجا يرغب فيه لكنه ينغص عليه حياته لأنه غال ولا يستطيع اقناع زوجته وأبنائه بأن دخله لا يسمح له بشرائه ..
قبل أن يخرج لمتابعة مقابلة في كرة القدم في المقهى طلبت منه زوجته ثمن اقتناء كيلو سردين ونصف كيلو طماطم ومثله بطاطس فرد عليها عابسا :
ـ يا امرأة هل أنت في المغرب أم في بلد آخر .. ؟ طوفان من الصور والفيديوات في الأنترنيت تدعو الناس الى مقاطعة المنتوجات التي يؤرقهم ثمنها مثل ماء سيدي علي وافريقيا جاز وحليب سنطرال …
ردت عليه بغضب :
ـ حميدة !! وأنت ما لك ؟ نحن لا نشرب الماء المعدني ولا حليب سنطرال او الجودة …
تذكر عندما ولدت زوجته كيف التهم حليب الاطفال جزءا مهما من دخله أطار النوم من عينيه أياما وليال حتى كره كل انواع الحليب وما يأتي من جهتها …
فاطمة على حق وأنا ما لي ؟ ماء سيدي علي لا يدخل بيتي إلا اذا مرض أحد من أسرتي وزارني صديق او فرد من العائلة وجلبه معه .. و البنزين .. لا أتعامل مع اي شركة إلا للضرورة .. بوجمعة السكليس الذي اقتني منه لتر أو نصف في اليوم لدراجتي النارية يتساهل معي في الاداء الى حدود يومين …
ـ ما دمنا لا نستهلك ماء سيدي على او حليب سنطرال ولا نذهب لمحطة افريقيا غاز لماذا لا نتضامن معهم ونقاطع نحن أيضا السردين و البطاطس او الطماطم لينخفض سعرها كما يقولون …
ـ وهل أطبخ لأبنائك الصور والفيديوات …؟؟؟
لماذا يخطئون في مقاطعة ما يؤرقه وينغص عليه حياته ؟ … كان عليهم أن يبدأوا من الدقيق والزيت أوالشاي والسكر أوالسردين ثم العدس واللوبية والدجاج … وبعد ذلك الماء والكهرباء … أحس بأن هذه المعركة ليست معركته … لماذا لا يأخذون برأيه في اختيار المنتوجات التي يرغب في مقاطعتها من أجل تخفيض ثمنها ؟ …
قيل له بان وزيرالمال وصف المقاطعين بالمداويخ ، وقيل له بأن الوزير الاول السابق شبه شبيبة حزبه أيضا بالمداويخ ، فضحك وقال : “غير آجي او دوخ !!” .. هو يعرف بأنه اذا اراد ان يدوخ عليه أن يخسر مصروف ثلاث أيام أو أربعة .. وأن فاطمة زوجته لن تغفر له هذه الهفوة ، فبمجرد ما يدخل الى البيت وتشم فيه رائحة الكحول ستخنقه وتجعل الدوخة تطير من رأسه ، وقد فعلتها مرة وكادت تُزهق روحه .

حميد اليوسفي-مراكش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *