الرئيسيةإبداعأطفال أشبال

أطفال أشبال

رعــب
” في ( … ) أتوسد همي،
أحترق بنار أهلي ،
بين الموتى لا أعثر على جثتي..
ما همني غير طفل بجانبي،
رضاعته في فمه لا تزال..
أحضنه ونغرق في حــمم”

طيـــور..
في العرس ،
الرجال كأن على رؤوسهم الطير..
يستمعون وصايا الإمام حول الزواج، ونعيم الجنان..
النساء، في زاوية أخرى،
يحوم حولهن الصقـر ساعة الزفْن..
والأطفال في البيت فرادى تماماً،
في دفاترهم المدرسية يرسمون العُقبان..

أيـــن أمي؟
يقتفي الطفل أثر امرأة مجهولة عائدة من عملها..
تحس به ،تستدير بحنق ، تنهره، ويقول لها : ” لستِ أمي..”..
تتجاهله..
يتركها ..
يبحث عن أخرى..
يظل يتعقب كل العائدات بحثاً عن امرأة تلده.

أطــفال
يفك حنظلة يديْه، يخترق لوحة ناجيه،
يعانق أول طفل يصادفه، ويهمس له:
” لم نعد في خطر يا صاحبي،
“القدس” في المزاد العَـــ … ”

حنظلة
انسل من لوحات ناجيه،باحثًا عمن يرسمه بالألوان..

ربيب
يجرني وراءه كجرو..
حين يلتقي بآباء( ليسوا مثله ) يمسد شعري بيد لا أشعر بها..
يصدع لهم بمحبتي، ويُبخبخ بصحبتي..
وينظرون إلي ويبتسمون ..
أنا لا أبتسم..
(…)
آه لو تركوني أتكلم .. !

حصان
هو عِلق ، كسَكاب..
لا يُعار ، ولا يُباع..
الحبل فوق غاربه، يظل يصهل ، وينتظر فارسه..
جرب ركوبَه الكثيرون، لكنه بقوة يلفظهم..
وفي يوم يا سادة ،
طفل صغير مسح على ظهره..حرك رأسه، جثا كما الجمل،
صعد الطفل ، وطار الحصان..

الطارق
الطرق على الباب قوي، كَدوِي..
الخوف يشل من بالداخل،
قال كبيرهم :
” هذا الطرْق لن يكون لغير الوحش الذي يفتك بالبلدة..”
وصوت لا يكاد يبين : ” أطفئوا الأنوار..اختبئوا..”
طفل من صلبهم أدار لهم الظهر،
انتعل حذاءه، شد أزره، حمل “النبيلا”.. وصعد السطح…

ميمون حرش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *