الرئيسيةإبداعشعرالحبُّ في زمن القفر

الحبُّ في زمن القفر

في حُبِّكَ تُبْحِرُ أشْرِعَتِىْ

تَطْفُوْ

كالهَمْسَة تَحْمِلها الأشْوَاقْ

كالفَرَاشَةِ تَسْبَحُ في نُوْرٍ

يَجْتَاحُ الكَوْنَ

و يَخْتَصِرُ الآفاَقْ

ما زالَ بَرِيْقُ اللَّحْظَةِ في نَفْسِي

يَتَحَدَّىْ الشَّمْسَ

و يَحْجُبُها عنْدَ الإشْرَاقْ

يَتَلَاعَبُ بالقَمَرِ

و يُبَدِّدُ أضْوَاءَ النَّجْمِ البَرَّاقْ

فاحْمِلْني في عَيْنَيْكَ

إلى الأرْضِ المَزْرُوْعَةِ بالأحْلَامْ

و اتْرُكْني أدْخُلُ جَنَّةِ أحْلَامِي

عَلَّ العُصْفُورَ

إذا ما أدْخِلَ في عُشِّ الأحْبَابِ يَنَامْ

اجْعَلْني مِثْلَ حُبُوبِ  الحِنْطَةِ

و احْمِلْ مِنِّي في كَفَّيكْ

و انْثُرْني فَوْقَ تُرَابِ الحَقْلِ

بِكِلْتَا يَدَيكْ

لا تَنْبُتُ حِنْطَةُ أوْصَالِىْ مِنْ دُوْنِ الأرْضْ

اسْكُبْني يَوْمَ يَجِفُّ النَّهْرْ

و امْلأ مِنِّي كَأسًا

و اشْرَبْ

واسْقِ الأحْبَابْ

و ارْوِ مَحْصُوْلَ الحِنْطَةِ في الوَادِي

و ارْوِ أشْجَار الرَّوْضْ

فأنَا الصَّوتُ حينَ يَكُوْنُ الصَّمْتْ

و أنَا أنْفَاسُكَ يَوْمَ يَجِىءُ المَوْتْ

و أنَا قَطَرَاتُ المَاءِ إذَا مَا جَفَّ النَّهْرْ

و أنَا الخُبْزُ في أيَّام القَفْرْ

جَسَدِي مُمْتَدٌّ

فاعْبُرْ مِنْ فَوْقِيَ

إنِّى لِنَجَاتِكَ مُنْتَظِرٌ كالجِسْرْ .

 

عماد أبو هاشم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *